معجم النيران / بقلم : إسماعيل هموني / المغرب

ويأخذني ليلي بالحسنى إليك ؛ أفاوض دوائر القلب على ضوء يأتي من سطوح

 

الأعالي . وأمد يدي إليك بالكلام الذي توله في كياني.؛ والبقية تأتي من ظلالنا

 

المنزوعة من الإحكام .

 

هكذا هززت جذوع الليل حتى تدلى على الكون أمشاج نور في أجمل نداء .

 

لا أعرف كيف يصير التوغل في دورة الحياة مهارة مبتكرة في تاريخ الضوء ؛

 

وكل فواكه ليلي تشردني ليلة التكوين ؛ واستبطن ماءها في العراء .

 

أسكب بذار المطر في أقحوان الملائكة ؛ وأدعو خليلي إلى مائدة من السماء ؛

 

نأكل من فاكهتها ؛فتتلعثم في بابل اللغات .على السرير امرأة ترتب عنبها للقطاف ؛

 

أمسح الغرفة من غبار الأمس ؛ وأرفع عن وجهها حجاب الخفوت ؛ يجيء عطرها

 

أوسع من غرفتنا ؛ ويشعل جمر الملاذ .

 

على تخوم الليل ؛ رحت ألبس هيام الخطو وأستل من غواياته كل جارحة لي أجوب

 

بها تضاريس الصلصال ؛ كأن سفري ؛في مركب الليل ؛ سر الهبوط .

 

فعلمني الليل كيف أشرب جموحي حتى الثمالة .

 

لا أريد فراق الليل في تباريحه ؛ وإن تشاغلت عنه باجتراح الشبيه ؛ لا أريد أن

 

أطوق ليلي بما عافته الأبجديات ؛لا أريد من ليلي سوى أن أحصي وسائد نبوءتنا

 

في حدائق حلمي ؛ وأنام ملء جفوني على جرح الليل .

 

وجاءت همسة الهبوط ؛تفتح أنقاض البستان القديم فاكهة على السرير؛وأخرى

 

أينعت على حوض الماء. فاكهتان في عناق طويل من معجم النيران تخيرتا لون

 

الفجر البليل ؛كأن وردا من نداها إلى الحياة يميل.أوغلا في الماء ؛يمشيان إلى غد

 

من خشوعه الليل قتيل .

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!