لم يَبقَ شيئاً من ذلكَ الفَتى
قُربَ صَومَعةِ الدُّنيا غَدا
عَلا فـوقَ ضَوائِقَ الحَياةِ
وقلبُهُ الى الخُلودِ اهتَدى
إنَّـه يَعتِقُ قيمَـةَ الدُّنيا
حِلَّةَ التجاهُلِ قد ارتدى
غالى بين أدراجِ المَفاتِنِ
كـان للفواسِقِ مُؤيِّدا
تَسلَّقَ نَهْـرَ الخَمرِ سَائغاً
ظِلالَ أفياءِ الهَوى تَوسَّدا
غاواهُ الأَنَسُ وقَضى نَحبَهُ
بِسيفِ الرَّذيلـةِ تَزوَّدا
ضَرَبَ سَحابةَ الوَجدِ عُرضَاً
ولا بـأي رَادعٍ اقتدى
تَكُرُّ بـهِ الأهـواءُ مُشبَعَةً
التِّيـهُ فـي أحشائِهِ أزبَدا
طَالعَتْـهُ التَّهلِكةُ غَفلَـةً
وكـان للأخـوافِ مُبدِّدا
أمسى فوقَ هِضابٍ مُضاءَةٍ
صَادَقَ سِفرُ الحياةِ المَوعِدا
باتَ بين النَّوادِرِ والذِّكرى
قُربَ مَشلَحِ السَّرابِ أخلَدا
قادَهُ الطَّيشُ وأرخى سُدُولَهُ
حَفنَـةً رَقَدَ وكان سَيِّدا
أصبَحَ رَمَقـاً من الحنينِ
وبالأثيـرِ صَدىً تردَّدا
صَولةُ الحَياةِ سَيلُ نَكَباتٍ
ومَصَابُ العُمرٍِ الدَّمعَ أرفدا