!!  يا  طيْفــها … خــذ بــيـــدي /بقلم: الشيخ قدور بن عـلـية  الجزائر

إرتشفتُ غيرَما جُرعة من وعاء الشّوق ، لكن رشفة واحدة ـــ وإن كنتُ على

عَجَل ـــ ، من قدح الشوق إليــكِ أزاحتِ الــلّثام عــنكِ ، فلا أنتِ (

عَــزّهْ ) ، حتــّى أنافس كُـثَـيّراً فيك ، لــسْـتِ ( ليلى ) ، حتّى

أكنّى بـمجنونك ، ولا أنتِ ( ولاّدهْ ) ، فيكون لي اعتبار لدى المُستكفي

!!

إنك يا أنتِ نسيجةُ وحدك ، قد أوتيتِ من لـــــدُنّي خافـقا يُسمعـك في

كل بُـرْهَةٍ وأخرى ، أحـسن اللّــحن وأعذب النّغم ،، في سـكون الـليل ،

فـي الغدوّ والآصال ، يَفتح قُـفْـلَ مُخيلتي طَيْفُـكِ الحامل لأوصافك

!!

اعتدتُّ مُلاقاتِه حين يُسدل اللـيل جُـفونهْ ، وتـنام الأعـيُن ،،

واعـتدتّـه حـيـن انـبـلاج صُـبح هذي البلاد التي احـتوتني ، وعـند

الغروب ،، البلاد التي ارتأتْ في نفسها الفاتنة التي ما بعد قَدِّها ،

قَدٌّ ،، و لا بعد طَـلْـعَتِهَا ، طَـلعهْ،، تصوّري أنها تَرُومُ

ابتلاعي، تناستْ أنك في مثل حسن الخال على خَدِّ ذاكرتي !!

إنـني حاديك يا ملاكي ،، أرضعتِـني حُبّكِ ممزوجا بِمُناغاتك ، هَشَشْتِ

على كاهلي المُـقِـلِّ  لـروحي ، بأكثر من عصاً واحدةٍ ، من عـصوات

تـوجيهك وإرشادك !!

سَاوَرني كثيرٌ من الظّن ، أن قد يأخذ بي إلى مَرْتَعِ الطائرات ، حيث

الوجـوهُ الـوافدةُ من هذي البلاد ، تلك الصحاري ، هاتـيك الوِهـاد ،،

وجوهٌ اسْـتَوْطَنَتْهَا بذور الحنين ، فراحت تـفُـضّ ما ضمّه بريدُ

النّوى من أنباء ( عَـبْـلَـتِـهَا ) ، ( بُـثَـيْنَتِهَا ) ،، و (

لَيْلاَهَا ) !!

لم أعِـب عـليها ذاك ، لأنني مُبْـتَـلٍ بكـل ذلـك مُمثّلاً فيك ،،

بُـراق طيفك يا سَـنَايَ يتخطّـف بصري ،، أجدُه جميعَه شفاها نابسة

بألفاظٍ تُضاهي لـفـظَ اللقاء ، وفي مثل اللّمح بالبصر ، أجِـدُني عند

بابك دونما تَذْكِرهْ ، رغم المسافة القاهرة لسائلي عنك ،، المقيم في

أحشائي ،، الباسطِ راحتيْه ليبلغ ذكرياتي فيُحاورَها ،، ذكرياتي

المُحَـنّطَـةَ بِـمَـرْهَـمِ رعايتي ،، ذكرياتي التي تُلاقيها أسوارك

كَيْمَـا تــــــأتي، فَــــتَقُصَّ علــي قَصَصـــًا إلـــــتقمها حوتُ

أحشائي ، فاستحالت إلى نوتة حنين تترنّم بإيقاعها البلابل على أفنان عمري

!!

ألاقي في منعطفات إقليمِـكِ أياماً لها في نفسي أكثر من فعلِ اللِّحاظ

والأسهمِ ،، أكثر من نحْتِ ناحتٍ عليها ، وهي الرّؤوم ،، وهي المُـلبّية

لأمر كُلّ إشارة تَـبْدُرُ من حاجِـبَيْـكِ ، أو فِيكِ ،، أوْ من واحدٍ

من أفراد طاقَمِ يديْك !!

أجوب السّبل على جناح الطيف، أعني طيفَكِ أنتِ ، يا أنتِ ، أمعنُ نظري في

قَسَمَاتِ معالِمِك ، شُبّانِك ،، شابّاتك ، فملامحِ قاطنيك ،، تبتسمُ

سريرتي لما ترى فلاّحيكِ وهم مُـشمّرون ،، مُمتـطون بـحر الغـيث الذي

ذرفته مُقَلُ الغمام ، لمّا لطمت كلتاهما الأخرى !!

ناقوسُ نَشْوَتِهِمْ ـ يا طيفها ـ قد عَـشّـشَتْ رنّاتُه في أدغال دُنياي

، هم يُحبون القَـطْـرَ ،، يُحبّون خُضرةَ الأيام ،، ألِفوا غيث الاخضرار

وَسْـط ربيع جَـزَائري   النّـوفَمْـبَريِّ    الـقُـطوف ، كما النّبيهُ حين

يُحبّ فيهم مِنْهُـمُ كلّ سَمَيْدَعٍ ذي تَطَلّع !!

أرشيف هُـويّـتُك ـ لو تدرين ـ ، قد حظيَ عندي بتمثالٍ غدا مع الزمن صرحا

شاهقَ البُـنيان ، يَسُرّ الناظرَ ،، الفاغِـرَ فاه ،، كي يُقَـنّنَ

مادّةً تقضي بحظر الكراهيهْ ،، كي يمدّني بسيارة بلا فرامل ، حتّى لا

أسير على المُـعَـبّـدَةِ متباطئا ـ يا مسقط رأسي ـ ، وإن كنت أخشى

الحوادث !!

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!