يا ليل ! يا عين ! / شعر :حامد خضير الشمري

جنبي وسكينك الأعمى بخاصرتي

وكنت أنزف في صمت وأحترقُ

” لا تشتر ِ العبد َ ! ” كي تحظى بنصرته

ظنا ً بأنك نحو المجد تنطلقُ

ولا تبعْ خيرَ ما أوتيت عن سفه ٍ

لو السماوات فوق الأرض تنطبقُ

هم يشحذون بماء الوجه من زمن

فكيف تسعى لهم طوعا ً وترتزقُ

ورحتَ تنسجُ فوق الغيم أشرعة ً

كأنما الملأ الأعلى بك التحقوا

مرٌّ مذاقي إذا ما جئتَ تنهشني

وكالرحيقِ تراني حين نتفقُ

ما كنتُ في غفلة عما تخبئهُ

فكِدْ وكيدُكَ قبل البَدْءِ ينمحقُ

إن كنتَ أهلا ً لها فالغابُ واسعة ٌ

فاملأ سلالك وارتعْ أيها الحذِقُ

أضعتَ خطوَك في صحراءَ قاحلة ٍ

حتى ضللتَ ومني تبدأ الطرقُ

كذّبتهم وأنا أدري بأنهمُ

في كلِّ ما سطرتْ أقلامُهم صدقوا

يا عاذلي ومسوحُ الدين تثقله

صحراءُ قلبك لا يجري بها الغدَقُ

دعني فإنيَ لا أصغي لموعظة ٍ

وخيرُ خلـّـينِ عندي الطيشُ والنزَقُ

لي ركعتانِ بمحراب الهوى بهما

بابُ الخطيئة والآثام تنغلقُ

صارت بضاعة أهل الدين كاسدة ً

لأنهم قبل كل الناس قد فسقوا

كل اللصوص أياديهم ملوثة

وسارق الحرف يخزي كل من سرقوا

” يا ليل ! يا عين ! ” والصهباء قد رقصت

وكاد نصفينِ مني القلبُ ينفلقُ

نام الندامى وكأسي بعد مترعة ٌ

وكان يمرح في أجفانيَ الأرقُ

أكاد من فرط خيباتي التي انهمرت

بكلِّ معجزةٍ في الكونِ لا أثقُ

نزلتُ للجبِّ طوعا ً حينما تركوا

عندي المتاع أمام الذئب واستبقوا

لعل قافلة ً تأتي وتنقذني

من سجن أمّارتي سوءً فأنعتقُ

وللبنفسج في قلبي أميرته

منها إلى المطلق القدسيِّ أنطلقُ

أميرة قدِّستْ سرا ً وحضرتها

فيها المذاهبُ والأديانُ والفرقُ

تذيبني من بعيد حين أذكرها

حدَّ الفناء وأحيا حين نلتصقُ

كأنها أعتدتْ في الروح متكأ

وجند فرعون في شطآنها غرقوا

أرى بها نسل حواءٍ وآدمِها

وكلَّ من حجبوا عنا وما خلقوا

الشهد والراح في أنفاسها امتزجا

وذاب من ثغرها في ثغري العبقُ

كأنني عندما طوقتها ملـَـكٌ

أتى يرتل بالبشرى لمن عشقوا

فكيف لا أنتشي مما همى بفمي

ومن عصايَ عيون الماء تنبثقُ

نثرتُ للهدهد الباهي مباهلة ً

حَبا ً من القلب وسط النبض يتّسقُ

أنا ووراثُ داودٍ وإمرأة ٌ

قد صدَّها عن مسيل النور معتنقُ

جاءت سليمانَ قبل العرش مرغمة ً

وقد أتتنيَ طوعا ً وهي تأتلقُ

ساقانِ من لؤلؤ لاحا  فأبهرني

نقشٌ تهيم على إيقاعِه الحدقُ

هززْتُ أجملَ عنقودينِ قد لهثا

حتى دعاني إلى فردوسه العنقُ

عيناي ما بكتا يوما بنازلة ٍ

بل ادخرتُ دموعي حين نفترقُ

ا

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!