«الذكرى الأولى». الأديبة جملا ملحم

خاص: صحيفة آفاق حرة
____________________

صلى الفجر صام وابتهل، عاد مسرعا عازما على أمر قد قُدر، قاد مركبة القدر على عجل قبل أن يرى نور الشمس تشرق مرة أخرى،
لم يكن هناك من شاهد، أحس بالحرية والانطلاق وهو الذي نادى بها مرارا ،لا يحب القيود، أحب السفر والغربة، صامتا يخبئ حشرجة مؤلمة.
بعد دقائق معدودة فقد السيطرة على المركبة، وانحرفت إلى الوادي، أصبح في عناية الرحمن، أضاء الكون غما، لاحظ أحدهم خطبا، يا ويلي كارثة مفزعة!! استدعى الخوف والرهبة، وكثيرة هي الأرقام الخاطئة التي بات محاولا من خلالها المساعدة، وصل الخبر، سقط القلب من الهلع ، اصفر الوجه من الرعب، ودعوات لم تفارق اللسان مبعثرة على غير هدى.على السرير الأبيض حجز مكانا لأسبوعين، بات الأمل يكبر تارة وبخبو أخرى، دموع ودعوات ،
ابتهالات وصلوات : اللهم ازح هذه الغمة.
كُتب الموعد في أجندة سرية، طافت الروح في المكان مودعة، لم يبقى في الكأس نقطة من ماء الحياة.
انتهت كل الأحلام والأمل انطفئ وغابت الشمس.
تجمعت الحشود ، اسودت الوجوه، احتقنت الدموع، وغابت الروح.
هناك في تلك البقعة كان مثواه الأخير، أتخذ مكانا للحرية بلا قيود.
هدوء كان بحاجة إليه، وقلبه تعلق بمحبيه.
تركتَ أبا يسعى، يجر الخطى، مكسورا ، لا يبرأ، قاتمة هي الصور، بلا معنى، بلا بريق ولا أمل، أتراه يسمعنا؟
هناك أما ثكلى، تكللت بالحزن ، قلبها لا بنبض في كثير من الأحيان، عيونها أرمدت بكاءا، وعمرها لم يعد محسوبا ، على هامش العمر أعدت أيامها، وكثير من الملذات باتت بدون نكهة أو مذاق،
في الذكرى الأولى غاب عن كل الأحداث،
ليتها استطاعت استشارته بنوع إفطار اليوم السادس من رمضان!
خرج ولم يعد..وما زال في عناية الرحمن.
الذكرى الأولى لدخول ابن أخي في غيبوبة الموت.
_______________
إربد – الأردنّ
29/4/2020

عن هشام شمسان

هشام سعيد شمسان أديب وكاتب يمني مهتم بالنقد الثقافي والأدبي ، ويكتب القصة القصيرة والشعر . له عددمن المؤلفات النقدية والسردية والشعرية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!