كانت تمطر/ بقلم :نسرين الزيادنه.

كانت تمطر منذ الصباح، قطرات المياه العنيده تضرب زجاج نافذتي، والمياه الغزيرة تُغرق نباتاتي التي لطالما اعتنيت بهنّ في خريفي الماضي، ومع كل صوت لقطرات المطر تتعلّق دموعي على حافة جفني الغريق، وتتمحور حولي هالةٌ من الذكريات، لِأترك يدايَ تسقطان ببطء وأنحني بنصفي الأعلى -دون وعي- إلى الأرض متنهدًا.

لستُ أدري لماذا يعاكسني شعور البشرية بسلام النفس والإسترخاء كلّما حلّ علينا المطر، كان شعورًا مليئًا بكثير من الحزن الثقيل والصمت الطويل.

بدوتُ لي شاحبًا شاردًا مخطوفًا ممن حولي، أسترق خيبات الماضي اللعين وكلّما حلّت بي ذكرى اجتاحني هياجٌ نفسيّ وترتفع شفتاي في انقباضٍ أليم، وتغرق حور عيني بدموع الليلة الماطرة.

تمرّ الثواني ببطئ مُثقَل ومُثقِل، تُدخلني بدوامة آلام لا مخرج لها، ثمّ تتفاقم عليّ فجيعتي الداخلية، وسرعان ما أنتشل دموعي بعصبيةٍ وأنحدرُ بجسدي إلى فراشي البارد، وتبقى روحي عالقةً بالذكريات.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!