السيرة الذاتية والأدبية للأديب اللبناني ناجي نعمان

ناجي نعمان

إِنْسانَوِيٌّ وكاتِبٌ ومُرَوِّجُ ثقافة

ناجي نعمان بريشة سامي أبو خير

 

أ- السِّيرةُ الذَّاتيَّةُ المُختَصَرَة، وأبرزُ الأعمال

ناجي نَعمان إِنْسانَوِيٌّ وكاتِبٌ ومُرَوِّجُ ثقافة؛ من مواليد حَريصا (لبنان) في 19 أيَّار 1954. والدُه الأديبُ والشَّاعرُ مِتري عبد الله نعمان (1912-1994)، ووالدتُه أنْجِليك حنَّا باشا (1925-2000). تزوَّجَ فاديا توفيق الهَوا في العام 1981، وله منها فتاةٌ: حَنان، وصَبيَّان: مَرْوان ورَيَّان.

عمِلَ، منذ الصِّغَر، في الصِّحافة والتَّعليم، كما في المَجال المصرفيّ؛ وأنهى في لبنان، في العام 1979، ثلاثَ إجازاتٍ في العُلوم التِّجاريَّة والحقوق والتَّاريخ، وحَصَّلَ من فرنسا، في العام التَّالي، دِبلومَ الدِّراسات العليا في الاختِصاص الأخير. لم يرغَب في التَّدَكْتُر (وإنْ مُنِحَ شهادةَ دكتوراه فلسفة في الحُقوق والعُلوم القانونيَّة من جامعة الحضارة العالميَّة في العام 2014 بدرجة جيِّد جدًّا!)، وانطلقَ في ميدانَي التَّأليف والتَّرجمة، كما في خَلق الأنشِطَة الثَّقافيَّة المجَّانيَّة، فلُقِّبَ بـ “مَجنون الثَّقافة بالمَجَّان”، إذ حاولَ، ولمَّا يَزَلْ، عَولَمَةَ الثَّقافة المَجَّانيَّة، وقَدَّمَ، ولمَّا يَزَلْ، عملَه ومالَه في هذا السَّبيل، إلى حَدِّ الاستِدانة.

مُديرُ “المَنشورات العربيَّة” (فرنسا، لبنان، 1978-1979)، صاحبُ دار نعمان للثَّقافة (تأسَّست في لبنان عامَ 1979)؛ وزَّعَ كتبَه الخاصَّة بالمَجَّان منذ التَّاريخ الأخير، وأنشأ، في العام 1991، سلسلةً من الكتب الأدبيَّة المَجَّانيَّة (“الثَّقافة بالمَجَّان”)، فيما أطلقَ سلسلةً من الجوائز الأدبيَّة في العام 2002، وأتبَعَها بمجموعةٍ من الأنشِطة الأخرى، إلى أن أنشأَ، في العام 2011، مؤسَّسةَ ناجي نعمان للثَّقافة بالمَجَّان، وهي جمعيَّةٌ أهليَّةٌ لا تبغي الرِّبح، جمعَ فيها أنشِطتَه الثَّقافيَّة المجَّانيَّة المختلِفة، وأضافَ إليها أنشِطةً جديدة.

***

هذا، وكان ناجي نعمان في التَّاسعة من العُمر عندما أصدرَ مجلَّتَه الورقيَّة الأولى (مجلَّة الطلاَّب)، وفي الثَّانيةَ عشرةَ حين نشرَ كتابَه الأدبيَّ الأوَّل (قصَّة دَعبول)، والمجلَّة والكتاب من صُنع يدَيه. أمّا اليومَ، فله أكثرَ مِن تسعين من المجلَّدات والكتُب والكُتيِّبات المَنشورَة، منها مُنتخباتٌ أدبيَّةٌ مَنقولَةٌ إلى أكثر من خمسين لغةً ولهجةً نُشِرَت، بخاصَّةٍ، في مجلَّد “النَّاجيَّات” (2009)، فيما نقلَ بدوره إلى العربيَّة نحو دزِّينةِ كُتُب، وهو مُتَرجِمٌ قانونيٌّ مُحَلَّف منذ العام 1991. أصدرَ “سياسة واستراتيجيا” (دراسات في العالم العربيّ،  بالعربيَّة، 1981)، و”ذي أَرَب وُرْلْد” (دراسات أخرى، بالإنكليزيَّة، 1985)، وله أبحاثٌ، منها بَحثان جامعيَّان بالفرنسيَّة، إلى مجموعةِ أعمالٍ بيوغرافيَّةٍ بالإنكليزيَّة.

من أبرز إصداراته الأدبيَّة نذكر: أدبيَّات الألف الثَّاني (1999، ويضُّم مجموعة كتبٍ سابقةٍ له)؛ حياةٌ أدبًا (2009، وهو مجلَّدٌ يجمعُ فيه معظمَ كتاباته الأدبيَّة حتَّى تاريخه)؛ وله في سلسلة “سِفرٌ من سَفَر”: مع مِتري وأنجليك (2012)؛ وعلى مِثال أبي الفضائِل نقولاَّوُس (2017)؛ ومن أدبيَّاته أيضًا: العَدَّاء (2014، روايةٌ لا حِواريَّة مُخرَجَة)؛ بألَمٍ وذكاء قلب (2016)، الفِكرُ مُهَروِلاً (2019)، وآخرُها في العام 2022: كتاباتٌ هائِمات؛ الزَّائِرُ أو عَهدُ اللاعَهد/وزائِراتٌ شارِدات؛ الذَّاتُ أو سيرةُ نَتَسوكي. وثمَّةَ كتابٌ في أعماله الأدبيَّة المُدرَجَة كُلُّها في إطار سلسلة “حياةٌ أدبًا”، بقلم الدُّكتور إميل كَبا، وعُنوانُه: قِراءاتٌ في ناجي نعمان (2019).

وله موسوعتان: موسوعةُ العالَمِ العربيِّ المعاصِر (في عشرة مجلَّدات، مَسحوبَة في 400 نسخة فقط)، من أبرز عناوينها: دليل الصِّحافة العربيَّة (1988)، والمجموعات العِرقيَّة والمذهبيَّة في العالم العربيّ (1990)؛ وموسوعةُ الوقائع العربيَّة (في خمسة أجزاء، مَسحوبة في 30 نسخة فقط).

ومن أبرز أعماله البحثيَّة: المسيحيُّون، خميرةُ المَشرق وخمرتُه (2010)؛ لبنان، الوجودُ والعَدَم (2012)؛ مئةٌ… وتستمرُّ الإبادة (2015). وله، إلى هذا، نحو رُبع إصدارات سلسلة “أُمسِيات الأحد” المئة.

***

 

ب- مُرَوِّجُ الثَّقافة

دَرَجَ ناجي نَعمان منذ عام 1979، على تحقيق حُلم طُفولته بتوزيع كُتُبه الخاصَّة بالمَجَّان. وقد أنشأَ، عامَ 1991، سلسلةَ “الثَّقافة بالمَجَّان”، وأصدرَ من ضِمنها مئات الكُتُب المَجَّانيَّة في نحو نِصفِ مليون نسخة، وذلك بنَحوِ ستِّين مِن اللُغات واللَهجات، لمؤلِّفين ومؤلِّفاتٍ من أربعة أصقاع العالَم. وكانَ أنْ أخذتِ السِّلسلةُ المذكورة، بالإضافة إلى الأنشِطَة الثَّقافيَّة المجَّانيَّة الأخرى الَّتي أطلقَها، كلَّ وقتِ الرَّجل وجهده، وأضاعَت مالَه، وأوصلَته مرارًا إلى الإفلاس، فالاستِدانة.

ولمَّا انتشَرَت تلك الأنشِطَة، وتوسَّعَت، وفاقَتْ إمكاناتِ نَعمانَ الشَّخصيَّةَ، أَطَّرَ “مجنونُ الثَّقافة بالمَجَّان” أنشِطَتَه الثَّقافيَّةَ المَجَّانيَّةَ في جمعيَّةٍ لا تَبغي الرِّبح ومنظَّمةٍ لا حكوميَّة، على أن يضمَّ إليها أنشِطَتَه المُستقبليَّة، وبحيث تؤمَّنُ للثَّقافة بالمَجَّان الاستِمراريَّةُ والتَّوسُّعُ والانتِشار، أكثرَ فأكثر، وتؤمَّنُ، بالتَّالي، خدمةُ أهل القَلَم بنَشر أعمالهم، ولا سيَّما خدمةُ القرَّاء بوَضع المَزيد من الأعمال المَنشورة بين أيديهم، إلى تَفعيلِ الأنشِطَة الثَّقافيَّة المَجَّانيَّة المُختلِفة الأخرى، وتوسُّعِها وانتشارِها، وبحيثُ تُرَسَّخُ مَقولاتُ نَعمان: “الثَّقافة، الحُرَّة والمُنفَتِحة، تصنعُ السَّلام” (1969)، و”الثَّقافةُ لا تُشرى ولا تُباع” (2004)، و”إنْ لَم يَفعَلِ اليَراعُ، فعبَثًا يُحاولُ الحُسام” (1993)؛ وعلى أملِ أنْ تُرَسَّخَ مَقولةٌ رابعةٌ له: “المجََّانيَّة، هي الأخرى، تُعدي” (2008)، وخامسةٌ تَدعو أنْ “لِنَدَعِ الكتابَ حَيًّا” (2018)، وأخيرةٌ تَنْصَحُ: “إنْ نَقْرَأْ أكثر نَرَ أبعَد وأوضَح” (2020).

وهذه الأنشِطة والابتِكارات هي اليوم:

سلسلةُ الثَّقافة بالمَجَّان (منذ 1991، فَريدةٌ في العالَم)، ونُشِرَتْ فيها مئاتُ الكُتُب المَجَّانيَّة في عشرات اللُغات واللَهجات لمُؤلِّفين ومُؤلِّفاتٍ من أربعة رِياح الأرض.

جوائزُ ناجي نعمان الأدبيَّة (منذ 2002)، وهي جوائزُ عالميَّةٌ مَفتوحَةٌ على كلِّ اللُغات واللَهجات، وتهدفُ إلى تشجيع نشر الأعمال الأدبيَّة على نطاقٍ واسع، انطِلاقًا من عَتقها من قيود الشَّكل والمَضمون، والارتِقاءِ بها فكرًا وأسلوبًا، وتوجيهها لما فيه خيرُ البشريَّة ورَفعُ مستوى أنسَنَتها. ويصدرُ عن هذه الجوائز كتابٌ سنويٌّ جامِعٌ بعشرات اللُغات، وتُؤهِّلُ الفائزين بها لطباعة مَخطوطاتِهم وتوزيعها بالمَجَّان.

جوائزُ ناجي نعمان الأدبيَّة الهادفة (منذ 2007)، وهي جوائزُ مُخصَّصةٌ لأبناء “الضَّاد”، وتتوزَّعُ على موضوعاتٍ أربعة: الدِّفاع عن اللُغة العربيَّة وتطويرها؛ الفضائل الإنسانيَّة؛ تَمتين الرَّوابط الأُسريَّة؛ أدب الأطفال الأخلاقيّ؛ ويُكافَأُ الفائزون بها بطباعة مخطوطاتِهم وتوزيعها مجَّانًا.

أكشاكُ الكُتب المَجَّانيَّة (منذ 2008، فريدةٌ في العالَم)، وتُقَدَّمُ إلى المؤسَّساتِ على أنواعها، ولا سيَّما التَّعليميَّةُ والثَّقافيَّةُ منها، بهَدَف تسهيل توزيع الكُتُب المَجَّانيَّة على العُموم.

الموقعُ الإلكترونيُّ وصفحة الفِيسْبوك (www.najinaaman.org، بالعربيَّة والفرنسيَّة والإنكليزيَّة، منذ 2008)، ويضمُّ أنشِطَةَ المؤسَّسة المختلِفة، وأخبارَها، ويُورِدُ كاملَ مُحتَوَيات كُتُبِها المجَّانيَّة، إلى كُتُبٍ أخرى، لتسهيل الاطِّلاع عليها عبرَ العالَم، ومن دون أيِّ مُقابِل. وابتداءً من العام 2015، غَدَتْ أخبارُ المُؤسَّسة تُقرأُ وتُسمَعُ على موقع الفيسبوك www.facebook.com/naji.naaman.

لقاءُ الأربعاء (منذ 2008، من ضمن صالون ناجي نعمان الأدبيِّ الثَّقافيِّ، ويتبعَهُ مُحتَرَفُ الكِتابة)، وهو يَجري ستَّ مرَّاتٍ خلال المَوسم الواحد، ويستقبلُ المُبدِعين ويُكرِّمُهم، ويُؤَرشَفُ بطباعة وقائعه في كتابٍ سنويٍّ مجَّانيّ.

مكتبَةُ المَجموعات والأعمال الكاملة (منذ 2008، افتُتِحَت عامَ 2012، فريدةٌ في العالَم)، وهي تَجمعُ السَّلاسِلَ وأعمالَ المُؤلِّفين الكاملة، بمختلِف اللُغات، بهَدَف المحافظة على الإرث الثَّقافيِّ العالميّ، وتأمينِ مركزِ بحثٍ يسمحُ للطَّلبَة الجامعيِّين والمُؤلِّفين إجراءَ أبحاثهم فيه، وبالمَجَّان.

صالةُ مِتري وأنجِليك نَعمان الاستِعاديَّة (فكرتُها قديمة، افتُتِحَت عامَ 2012)، وتضمُّ مخطوطات الشَّاعر والأديب الرَّاحِل مِتري عبد الله نَعمان (1912-1994)، ووساماه، وبعضَ أشيائه وأشياء شريكة حياته، أنجِليك حنَّا باشا (1925-2000)، وهي مَفتوحةٌ للعُموم من دون أيِّ مُقابِل.

اليومُ العالميُّ للثَّقافة بالمَجَّان (منذ 2012، فريدٌ في العالَم)، ويَتمُّ في التَّاسعَ عشرَ من شهر أيَّار من كلِّ عام عبرَ سُفراء المؤسَّسة المُنتَشِرين في أربعة أصقاع المَعمورة، وتَجري خلالَه أنشِطَةٌ ثقافيَّةٌ مجَّانيَّةٌ متنَوِّعة.

السِّياحةُ الثَّقافيَّة (منذ 2012، فريدةٌ في العالَم): تُشَجِّعُ المؤسَّسةُ السِّياحةَ الثَّقافيَّةَ باستِقبال المَجموعات الطَّالبيَّة وسواها في مكاتِبها، وبتَحفيز هذه المَجموعات على التَّأليف والنَّشر وإقامة المكتبات والمحافظة على إرث الكِبار في عالَم الأدب والعُلوم والفنون.

مُتحَفُ الأدباء – بَصَمات (منذ 2013، فريدٌ في العالَم): يَقومُ هذا المُتحَفُ على انتِقاءِ الأدباءِ أجملَ ما كَتبوا، يَنقلونَه على ورقةٍ بيضاءَ بخَطِّ يدهم وحِبرِ قلَمهم، ويُنهونَه بذِكر تاريخ النَّقل، وبكتابة اسمِهم الثُّلاثيِّ، يَغفو تحتَه توقيعُهم، ويَمهَرون، تحتَ التَّوقيع، بَصمَةَ إبهامهم اليُمنى. على أن تُضافَ إلى الكتابة قراءةٌ حيَّةٌ مُصَوَّرَةٌ لما جاءَ فيها مِن قِبَل صاحبها. ولا يقفُ المَشروعُ عندَ حدود دولةٍ أو لُغة، وسيُعرَضُ بشتَّى الوسائل، قديمِها وحديثِها.

أجنحةُ الكُتب المُهداة إلى المكتبات الوطنيَّة والعامَّة (منذ 2013، فريدٌ في العالَم): تقومُ المؤسَّسةُ بتقديم أجنحة كُتُبٍ إلى المكتبات الوطنيَّة والعامَّة، في لبنانَ والخارج، تحملُ اسمَها، وتحوي كتبَها وكتبَ دار نعمان للثَّقافة والأصدقاء. والهدفُ تعميمُ الثَّقافة وجعلُ العالم الخارجيِّ يطَّلِعُ على الثَّقافة العربيَّة أكثر، علمًا بأنَّ الكتُبَ المُهداةَ هي بالعربيَّة، وبسواها من اللُغات.

مجلسُ الاثنَين الأدبيُّ الثَّقافيّ (منذ 2013، وهو رَديفٌ لِصالون ناجي نعمان الأدبيِّ الثَّقافيِّ ومُحتَرَفِ الكِتابة الَّذي يَتبعُه)، ويَجري قبلَ ظُهر يوم الاثنَين من كلَّ أسبوع، وتُناقَشُ فيه موضوعاتٌ متنوِّعة.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!