أغيبُ فـي حُلُمي أسفارا
وأقطعُ دونَ وعيٍّ أدهارا
إنَّ الحاضرَ صَفنةُ الأمسِ
لا يُطيقُ المَرءُ فيه إصطِبارا
ما نَفعُ الوَقتِ وإرساءُ الوَهَنِ
يَنبعثُ هَمسُ الخَوفِ أَغمارا
وَيلي من مَغبَّةِ الفِكرِ لِما
يَحمِلُ الأوهَـامَ والأوزارا
أيـنَ أمراسُ مُحتَمِلِ الدُّنيا
يَذهبُ وقد أمعَنَ إختبارا
الفدايـةُ في ظلمةِ الأنواحِ
تَقطَّعَ الجَفنُ لها إعتِصارا
وفي بُقعةِ الأسفـارِ لِـمَ
نَكيلُ في أعمَاقنـا إعتبارا
تَسيلُ في الأرجاءِ المَخازي
والمَليحُ عنها يأسا إستدارا
يُضَّهدُ مَن نَزَعَ الخَيرَ فيها
والذِّكرُ بالخيرِ ليسَ عارا
نَسكَعُ من هُبوبِ الأرياحِ
وعَصفُها ربما كان مِدرارا
نَمطَتي الأيامَ كيفما جاءَت
لا نَرهَبُ شِدّةً ولا أخطارا
هذه حَالُ أترابِ الأزمانِ
قَد يَضعُفُ من سَابقَ الأدهارا
إن كنَّا نَفتَقِرُ لِمـا نَملكُ
لا نَستطيعُ أن نُولِيَ الإدبارا