أمشي وأمشي / شعر : صباح تفالي

الصمتُ تُوشِكُ أنْ تُداهمَه الظنونْ
وعلى ظِلالِ الرمشِ
عشقٌ مستقرٌّ في العيونْ

كلُّ امتعاضٍ في غِيابِيَ محضُ غضْ
محضُ اعتكافٍ قد تقَفَّى دون فضْ

أمشي وأمشي
والفؤادُ يجوب ما في الصدرِ
والأعماقِ يُنشيْ

أمْشي وأمْشي دون هجرٍ أو جلاءْ
ما بين شاردةٍ تُداري ما يُدَحْرِجُه العناءْ
وتَناغُمٍ يَنتابُه ألفُ اشتهاءٍ واشتِهاءْ..

وعلى بحور ِالحُلمِ ترتعشُ المراكبْ
في جدْفِها رجْفٌ شديدٌ،
للعواصفِ لم تُواكِبْ،
لست أدري ما تُكابدْ
وكأنها ترتيلةٌ مُنهارةٌ في قلبِ عابدْ
تصبو إلى لثمِ الأماني في ثنِيّاتِ المعابدْ

تهفو إلى همسِ الركوعِ
إلى التهجُّدِ والسُّجودِ
وما يُرتَّلُ في الوجودْ..

وهناك حيث هَمَتْ مواسمُ صبوَتي،
حين استوى الشوقُ المُلَوَّحُ في الجوارحِ دون ناصِرْ
عند احتدامِ الليلِ
عند تنهُّدي،
عند الذي في الحظر ينشدُ مرهقاً
معزوفةَ الحبِّ المحاصرْ

صَدَحَ الهوى
في لحنِه آهٌ حزينْ
في صدرِه أميالُ جذبٍ مِنْ حنينْ
غَنَّى لِطَيْفٍ مستديرٍ
لم يعانقْ أو يُفارِقْ

لأزفَّني عبرَ الأثيرِ قصيدةْ
في الجُبِّ تقترفُ اختلاسَ الحبِّ
كي تضحى بثغرِ الليلِ شيلةْ

تُلْغي منَ الأعماقِ كلَّ أسىً أليمٍ
كلَّ همٍّ كلَّ أنفاسٍ عليلةْ

تَعِبَ البيانْ
للبوحِ حنَّ
وليسَ يُنعشُه سوى فيضُ الخيالْ

تعبَ البيانُ ولا يزال بريقُهُ
يَمشي على عُشبٍ تَجَلَّى فوقَ أرضِ النورِ
لم يذبلْ ولمْ تسحَبْ سناهُ يدُ المحالْ..

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!