أيقِظْ ضميرَكَ طالتْ فيكَ غفوتُهُ
فالظّلْمُ أمست كخدِّ الصّخرِ قسوتُه
ومُزِّقتْ جثثٌ بالسّيفِ مصرعُها
والحُرُّ زالت برَفْشِ العبدِ ربوتُهُ
وقائلُ الشِّعرِ قد ديست قصائدُهُ
والّلحنُ منكسِرٌ خرساءُ نوتتُهُ
والجاهلُ الأحمقُ المخبولُ في ألَقٍ
أمّا الفهيمُ فشُلَّتْ فيهِ خطوتُهُ
هاجَ الغبارُ وغطّى عشبَ نهضتِنا
وملحُنا فسدتْ فيهِ ملوحتُهُ
والمرأةُ القُفْلُ في أبوابِ صرختِها
والطّفلُ منسحِقٌ ساءت طفولتُهُ
والقمحُ منتَهَبٌ مِنْ بيتِ مونتِنا
والماءُ في بئرِنا باخت عذوبتُهُ
نارٌ على وجهِنا شنّتْ معاركَها
والسُّقْمُ حلّت بجوفِ الصّدرِ لوثتُهُ
حصى الغريبِ على نعناعِ منزلِنا
ونحنُ في البحرِ تؤذينا رعونتُهُ
أيقِظْ ضميرَكَ قُلْ ما فيهِ مقبرةٌ
لظالمٍ آلمتْ قومًا خشونتُهُ
لن تزهرَ الأرضُ والطُّوفانُ يجرُفُها
يا ليتَ نُوْحًا تُرادُ اليومَ عودتُهُ
—-