إلى البطل عُمر وهو يزهو بثوب الشهادة / شعر الشاعر الأردني علي الفاعوري

وحدَكَ الآنَ تملكُ الأرضَ
فافترِشْ قلبَها
ثُم نادِ :
أنا فارسُ البحرِ.. والبرّ
أنا فاتحُ الفجرِ
حين يصيرُ دمي مُهرةً لبلادي
يصغُرُ الموتُ
تكبَرُ روحي
تصيرُ المسافةُ بيني وبينَ السماءِ
على بُعدِ همسةٍ مِنْ زنادي
افترِشْ قلبَ هذا التراب
ونادِ :
هذا دمي فلتزرعوهُ سُيوفاً تغورُ بِصدرِ الأعادي
هذا فمي ..
فلتقرأوهُ .. ليُدرِكَ كلُّ زُناةِ المنابرِ
كيفَ يكونُ جهادُ الكؤوسِ
وكيف يكون جهادي
————-
وحدكَ الآنَ تملكُ الأرضَ
والعِرضَ
فاخْلُدْ إلى المجدِ بعدَ هذا التَّعبْ
وحدكَ الآنَ تلبِسُ الشمسَ ثوباً
تعتلي ليلَ هذي البِلادِ
التي تكتفي بالحدادْ ..!
صدرُكَ الرَّحبُ بستانَ لوزٍ
سُعالُكَ في آخرِ الرّوحِ ماءٌ
أفاضَ علينا كبركانِ ريحْ ..!
لكَ الآنَ أنْ تستريحْ ..
فقد كانَ موتُكَ عُرساً جميلاً
وموتُ الكلابَ الذينَ قَتَلْتَ قبيحٌ
قبيحْ ..
————–
وحدكَ الآنَ تكْتُبُ المَجدَ أغنيةً مِنْ إباءْ ..
ونحن أمام بهائكَ جوْعى
فأيُّ الشّجاعةِ تملكُ كيْ تركَبَ الرّيحَ
دونَ انحناءْ !
وكيف استطعتَ اختصارَ الرُّجولةِ في ساعتين
ترجّلتَ عنْ صهوةِ العُمرِ دونَ التفاتْ
كأنَّكَ تحيا إذا ما تموتُ
ونحنُ الّذينَ على قيدِ هذا اللهاثِ
نمارسُ كلَّ طقوسِ المماتْ ..!
بأيّ اللغاتِ كتبتَ البطولةَ سفراً من المجدِ
أيُّ اللغاتْ ؟
وما كانَ قلبُكَ حينَ شرِبْتَ الرّصاصَ
وحيداً
ونحنُ نصفِّقُ خلف زجاجِ الحمايةِ
ضدّ الرصاصِ
وضدّ الشّرفْ ..
ونلعقُ فنجانَ قهوتِنا في تَرَفْ
يا لِهذا القرف ..!
—————-
وحدكَ الآنَ حيٌّ
فكيفَ تُقيمُ السماءُ عليكَ بيوتَ المآتمْ؟
وكيفَ يُشيِّعُكَ البحرُ .. والشِّعرُ
والقهرُ .. والناسُ
والذكرياتُ
ونوْحُ الحَمائِمْ !!
كيفَ يموتُ الذي يركَبُ الموتَ
خيلاً تُقاوِمْ !
أيَقتُلُهُ الموتُ ؟
كلاّ ..
أيقهرُهُ الموتُ ؟
كلاّ ..
فَهَلاّ تَركْتُمْ عيونَ الحبيبِ لكي تستريحْ ..
لقد أتْعَبَتْهُ الرّصاصاتُ وهيَ تفجر تلك الجماجِمْ !
ولا بُدَّ نائم !

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!