آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
إلى مَنْ ليسَ يعنيهنَّ أمري
وكيفَ أرحتُ منذُ رحلنَ صدري!
أوجِّهُ للتي بانت وغالت
وخانت مُصحفَ الميثاقِ، شكري
ومَنْ رحلت ولم تكتب وداعًا
ومَنْ قد قايضت بالهجرِ هجري
ومَنْ حذفت (قروباتي) ورقْمي
وقامت دونما ندمٍ بحظري
ومَنْ قد سجَّلت شِعري وراحت
تخطِّئُ كلًّ شِعرٍ غيرَ شِعري
ومَنْ باعت خواتمها لأجلي
ومَنْ أفشت إليَّ بكلِّ سرِّ
ومَنْ كتبت إليَّ مع الهدايا:
” ستندمُ لو أراكَ تحبُّ غيري”
ومَنْ قالت لوالدها بأنِّي
أميرُ المعجزاتِ وحيدُ دهري
ومَنْ جاءت لحارتنا وقاست
مساحةَ بيتنا شبرًا بشبرِ
ومَنْ غَارت لأنِّي لم أسلِّمْ
عليها يومَ كانت في المَمَرِّ
ومَنْ عادت صديقتها لأنِّي
أجبتُ سؤالها عن أصلِ عطري
ومَنْ قالت:” أراك أخي وإنِّي
إذا افتخرَ الجميعُ فأنتَ فخري”
ومَنْ قالت:” سأدعوكَ ابنَ عمي
وإنْ تقبلْ سأقبلُ ذاكَ مهري”
ومَنْ قالت لوالدتي بأنَّي
عنيدٌ لا أنفِّذُ أيَّ أمرِ
ومَنْ عجنت لآكلَ من يديها
نعيمَ كنافةٍ ورقاقَ تمرِ
ومَنْ نظارتي اتسخت فقالت:
” أتسمحُ أن أنظِّفها بثغري”!
ومَنْ صَلَّت لتنساني ولكن
دعت لي في السجودِ بكلِّ خيرِ
ومَنْ ذهبت لساحرةٍ وقالت:
“سأربَحُهٌ بسحري أو بسحرِ”
ومَنْ عرفت بأنًّ الشِّعرَ ضعفي
فأغرتني بديوانِ المعرّي
ومَنْ حلفت ستتركني ولكن
رأت كفارةَ الأيمانِ تُغري
ومَنْ شطحَ الخيالُ بها فغاصت
ولا تدري بأنِّي لستُ أدري!
إلى مَنْ ليسَ يعنيهنَّ أمري
وكيفَ أرحتُ منذُ رحلنَ صدري!
لهنّ أقولُ: هأنذا وحيدٌ
أقيمُ فرائضي وأصومُ شهري
سأمحو ما اقترفتُ من الخطايا
بدمعٍ في هزيعِ الليلِ يجري
إذا حاولتُ نسيانًا تُراني
أحكُّ جراحَ ماضينا بظفري!
وأقرأ ما تيسّرَ من وفائي
وألبسُ للرزايا ثوبَ صبري
عزاءُ الحُرِّ أن الصدقَ كنزٌ
يطيبُ بهِ العزاءُ لكلِّ حُرِّ
علاقاتي انتهت بالغدرِ حتى
نما عشبٌ على طعَناتِ ظهريَ!
وذنبي ذنبُ يوسفَ غير أنَّي
فررتُ من الإمارةِ نحو بئري!
رأيتُ حقيقةَ الإنسانِ بحرًا
يطيبُ أمامَ ساحلهِ التعرّي!
إذا أحلى خياريَ كانَ مُرًّا
أفضِّلُ أن أميلَ إلى الأمَرِّ
لقد ذهبت مسراتي بعيدًا
كما (ذهبَ الحمارُ بأمِّ عمرِو)
