اعتراف/بقلم : خديجة شريف – مصر

أفقتُ.. وَجَدْتُ تِرحَال السنين

يَحُثُ دبيب خطوٍ للرحيل

فما اِخْتَلّ النظام لنبضِ قلبي

ولا انسابت دموعٌ لي بليل

ولا انطبقت سماءٌ فوق أرضٍ

ولا انحرفت نجومٌ عن صواب

فمن أنا فيه كي

 يأسى حدادا

ويُجهشَ بالبكاء

أو العويل

*

هَيَا يا نفسُ قولي،

اَوْدِعِيني

فسرّك ناءَ عن قُرب الديار

وأصبح قابَ قوس من أديمٍ

بعيدًا عن ضجيج للعمار

تجمَّع فيه أحباب بدورٌ

وكلٌ في انتظار رؤى الحبيب

فيحتضن الرفاتُ عزيزَ قومٍ

أَمَاتهمُ الحنينُ إلى جِوار

*

أحاسب نَفْسِيَ الظمأى ليومٍ

تحطُّ شقاءَ عمرٍ جَوف تُرْبِ

فقد ناءت بحملٍ يحتويها

وتَحْسَبُ في الترابِ بديل ثوب

فهل تلقى الأمانَ وتستقرُ

وتنتظر الحسابَ العدلَ فيها

أم اختلطت رؤاها فاستكانت

وحادت بالمسار لقَفْرِ درب

*

فليس العمرُ أنفاسًا تُعدُّ

ونحسبُ ضمنها أنّا حيينا

فكم من أَنفسٍ فاضت أنينًا

وموطنها يكون لنا كمينا

فتمتد الحياة به لنفسٍ

بلا روح تدافع عن كيان

وتحزن إذ ينوب الموتُ عنها

وبعض الموتِ رَحِمٌ يحتوينا

*

لماذا تيأسي يا نفسُ مني

وبين الحالتين لنا طريقُ

وكنت أظن أنك تعرفين

وأنكِ لي على الدربِ، الصديقُ

لماذا اليأس ما دامت حياةٌ

وظِلُّ اليأسُ موتٌ للحياة

تضيق كما يضيقُ على الجنين

فراغًا ملءُ حب يستضيق

*

كشفتُ غطاء عينٍ لي بصدق

ورحت أقوم ليلي أستجيرُ

وجدت النفس ملأى بالخشوعِ

وتسبح صوب أضواءٍ تنير

وترفع هامةً ناءت بحملٍ

وترفض أن تعود لتستكينَ

نذرت العمر صبرًا واحتسابا

كأن الصبر كان هو البشير

*

فهأنذا أصلي فرض يومٍ

وأُتْبِعُه بيوم لم يجدني

فقد تهت السنين أَجِّدُ بحثًا

لشئ كان صوبَ العين مني

وجدت القرب منه بناءَ نفسٍ

يخفف عن سجين العمر عبئا

ويملأ قلب نفس المرء دفئا

ويُبعد عنه شيطانَ التجني

*

ترفّق يا خريف العمر واشفع

لماضٍ يستفيقُ على المشيب

ويدفع قاربًا بالعمرِ يمضي

يصارع موجَ إعصارٍ رهيب

تضاربت الأمور فبِتُّ حيرى

لأي منهمو أُلْقِى مصيري

إذا آل الربيعُ إلى خريفٍ

فكُلُّ مصيرِ شمسٍ للمغيب.

 

***

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!