آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
الأرضُ
أنا من أدِيمُكِ
أسافرُ في حُدودِكِ
أحرثُ شِمَالَكِ و جنوُبكِ
أزرعُ الشمسَ في سُهوُلِكِ
أصلبُ الجبالَ في بُحورِكِ
أنسجُ الشوقَ في عُيونِك
أنا الطفلُ و الشيخُ و الشهيدُ
أحصدُ من الأقمارِ
زيتونَاً و رمانَ
ليمونَاً و برتقالَ
يذوبُ في القلوبِ
سنابلُ حبٍ
عناقيدُ طربٍ
و أهازيجُ طيرِ الحجلِ
تهبُ سيولُ البشرِ
في كفكٍ في حُضنكِ
بين الزعترِ و ألمراميةِ
بين حِيفا و عكا و غَزة
الأرضُ ارضي و الشجرُ زرعي
و السماءُ نجومَها ملكي
أنا كنعانُ أنا الحضارةُ
و الفكرُ و الإنسانُ
على بحركِ أشرعَتي
اسألوا نابليون عنى
كل يومِ يمرُ من عمري
فرحَ طرزِ بثوبِ أمي
رشاشُ و صاروخُ و بندقيةُ
و أطفالُ تحمي فلسطينَ النديةَ
بعبقِ الزهورِ الورديةِ
حينما تنموا السنابلُ
في بطونِ النساءِ
يلدنَّ قنابلَ و خناجرَ
و في أرحامِهِن تلدُ كلَ يومِ فلسطين
جرحُ بطلِ من دمِ شهيدِ
من تنهيدةِ أم من صرخةِ وليدِ
الأرضُ شريانُ و وريدُ
و العابرون مسيرهم حجارةُ طريقِ
سرقُوني …….
على أعينِ العبادِ
أمامَ نوارسِ الضبابِ
سرقوُا منى الحنينَ
لمواطنِ الشمسِ
سرقوُا
هويتي .. شخصيتِي
تراثِي .. خرائِطي
تركوني في الضياعِ
في ثورةِ الزحامِ
لا يدركون ..
أنى لا أعرفُ الاستسلامَ
و لن أرفعَ الرايةَ البيضاءَ
و كل حينِ ينبتُ طفلُ جديدُ
من ارضِ فلسطين
بطلُ مناضلُ عنيدُ
أعاهُدك يا أرضَ الميعادِ
غدا أزرعك زيتونَاً و تين
و أحرثك بالحنانِ و الحنينِ
واكتب على بوابةِ الحدودِ
هنا مقابرُ اليهودِ
