التّغريبةُ اليمانية/بقلم:بديع الزمان السلطان ( اليمن )

 

نَنْسَى كما نُنْسى؛ وما النِّسْيانُ
إلا حقيقةُ: ما هو الإنسانُ؟

نُنْسى كأنّا لم نكُنْ إلا صدىً
لم تلتفتْ لأنينهِ الجُدرانُ

نُنسى كأيّ رصاصةٍ مجهولةٍ
تركَتْ لنا تحديدَها الأكفانُ

نُنسى كظرفِ رسالةٍ؛ كقصيدةٍ
نُثِرَتْ ولم تأبهْ بها الأوزانُ

نُنسى كريشةِ طائرٍ مرميّةٍ
في الرّيحِ لم يذبلْ بها الطّيرانُ

نُنسى كحبٍّ عابرٍ في موطنٍ
ضاقتْ على عُشّاقهِ الشُّطآنُ

نُنْسَى ونَنْسى في الأخيرِ كأنّنا
خـطــوٌ محَتْ آثارَهُ الأزمانُ

نحن الذين تشابهتْ أسماؤنا
زمناً لإنّا في الأسى إخوانُ

نحن الذين تقدّستْ صلواتُنا
وتنكّرتْ لأذانِنا الآذانُ

نحن الذين تغرّبتْ أوطانُنا
معنا وما ضاقتْ بها الوجدانُ

غرباءُ نحنُ وبابَ كلِّ مدينةٍ
سترى يـمـانـيّـاً بهِ أشجانُ

غرباءُ نسكنُ في ذُرى أحلامِنا
وبـعُمْـقِنا تستوطنُ الأحزانُ!

غرباءُ حتى في الحنينِ؛ بلادُنا
محضُ احتمالٍ خانهُ الإمكانُ

غرباءُ حيثُ نكونُ ما من سائلٍ
عنّا؛ وليس بـبالِـنـا عنوانُ

غرباءُ نحفرُ في الحياةِ قبورَنا
بأكُـفِّنا، كي تأنسَ الأبدانُ

غرباءُ حين نموتُ لا ذكرى لنا
حتى تسيلَ بِـ بـابِـها الأجفانُ

غرباءُ جئنا للحياةِ وما لنا
أحدٌ؛ ونرحلُ زادُنا الإيمانُ

غرباءُ إلا منكِ يا صنعاءُ، مِن
رئتيكِ كم تتنفّسُ الأوطاااانُ

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!