الشاعرات يأكُلنَ الحُصرم والقُرَّاءُ يضرَسون/ بقلم:عائشة بريكات(سوريا)

بشراسةِ أنوثتي

وكبريائها الأصيل

أعتَلي سرج القصيدة الأدهم

فارسةً متمرِّسةً

بارعةً بتمكُّنِها

من رسنِ المغزى

آن لها أخيرًا

حيازة اللَّقب

 

و لأنَّ الشعراء

لا يقربون الحرف

إلا وهم سُكارى

صرتُ شاعرةً بالفطرة

وغَدَاَ بوحي أحياناً

(هذيانٌ و خطرفة)

 

نحن مجرَّد

عائلةٍ عملاقة الحجم

مقاس أحذيتِنا

يفوق مقاسَ أحلامنا بكثيرٍ

لذلك نتهادى فيما بيننا

رشقًا بالأجوبة المريحة.

 

لا شيء بداخلي نحوهم

محايدٌ

كلي معي ضدّهم ضمنيّاً

كأنْ أوزِّعَ نفسي

بيني وبينهم

جميعاً بلا عدلٍ

فيصيرُ كلُّ شيءٍ دوني

خارج المسموح

وضمن المألوف المتاح لي

حتى يبلغَ الوعيُ منتهاه

في حبٍّ أراه يليق بي

ويعوِّضُني عن جحودهم

 

أنا من قِيل فيها:

(على قدر نيَّاتكم تُقْهَرون)!

 

يتيمةُ الأب

مذْ كان أبي حيّاً

لطيمةُ الأمّ حناناً

عاقرٌ وأحفادي (تتنطط)حولي

أرملةٌ على ذمَّة عقدٍ

بشاهدَيْ زورٍ مأجورين

ومهرٍ بخسٍ (مؤجِّلٍ)

مُطلّقةٌ من روحٍ ظالمةٍ

زوَّجَتْني للمطلَّق

فأطلقَ كلَّ مابي

من غلٍ

طلَقاتٍ شعريةٍ

لم يشفع حبيَّ الزُليخي لأنايَّ

في إنقاذي من الغرق بشبر حبرٍ!

 

(فوزية) جدتي الضريرة الأُميَّة

تظهرُ في رؤايا مكتحلةً

ثاقبة البصرِ

بعينيها العسليتيّن

تقرأُ بشغفٍ

رواية( الشيخ والبحر )

أورثتني صبرَها

عسلَ عينيها

عدم رضاها عمّا يحدث

فبِتُّ كهيَ

(عايشة على عماها)

 

سيدةٌ قريبةٌ من الكمال الخارجي( أنا)

صورةٌ زيتيَّةٌ

تبهرُ كل من:

آمن

و كفر

و صدَّقَ

بأنَّ الجمال موهبة الرّب

حين كوَّنَ صلصالي

إلاّ أني

أُخفي قبحاً داخليّاً

يفوق ما :

بقلوبِ إخوة يوسف

ذنب قابيلَ بأخيه

عجرفةَ فرعون

وادعاءاتِ السحرة لموسى النبي !

أنا امرأةٌ تامَّة التزييف.

 

عاريةً أنام ليلًا في سريره

ملتفَّةً بالملاءات

فكرةٌ مبتكرةٌ

لتجربةِ الموت قهراً

و برودة الكفن

ثم الحساب(جلداً)

حتى أُبعث من جديدٍ

(صباحاً)

لمنوالِ عقابٍ

لا أعلمُ منتهاه.

 

 

بإصبعٍ واحدةٍ كتبتُ كلَّ هذه( الخطرفات)

الإصبع الوحيدة الناجيّة

من مجزرة أكلِ قريناتها ندماً

إصبعٌ أمارسُ بها

عادتي الشعريَّة

في غفلةٍ عنهم

إصبعٌ لم يئِدوها

وما استطاعوا ختَّانها

كي لا تفضحهم

شهوتها للحبر!

الإصبع ذاتها التي سأرفعها

في وجه العالم أجمع

وأصرخ بحُنقٍ:

تبًا لكم جميعًا

…. إنَّها أنا.

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!