الطفولةُ تغرقُ / شعر الشاعر محمد خليف العنزي

في رثاء  شهداء الرحلة المدرسية

 

القلبُ ينزفُ والطفولةُ تغرقُ
هذي كفوفي للأحـبـةِ زورقُ

دمعُ الرجالِ كرامةٌ صَرَخت بنا
والموتُ في روحِ البرئِ يحدّقُ

يـومٌ حـزيـنٌ بالطـفولةِ غارقٌ
وطـني جـراحٌ كل يـومٍ تُفتـقُ

وطـني يفتـشُ عن بقايا نفسهِ
أمٌّ هنا تـهـدي الدموعَ وتشهقُ

وأَبٌ يزيل الطينَ عن جسد الفتى
والـروح في هـذيـانـها تتمزقُ

وأراه يبحث في المدى عن طفلهِ
أمِن السهولةِ روحُ طفليَ تُزهقُ ?

للأردنـيّـةِ ألـفُ جـرحٍ نــازفٍ
وكفوفها فـوق الخدود تصفقُ

لا ينـبـغي للـحـزن أن ينـتابها
دمـعُ العـزيـزةِ مجـرمٌ ومعتقُ

هذي المصـيبةُ يـا أُخـيّةُ حظّـنا
نفـقُ النـجـاةِ من المقابرِ مغلقُ

نَـعَـت السماءُ صعودَ بعض طيورها
ترقى ومن ألـمِ الفراق تزقزقُ

انا كلُّ طفلٍ قد مضى بسمائهِ
انـا عمّهُ .. انـا خـالـهُ المتحرقُ

في كلِّ بـيـتٍ أردنـيٍّ دمـعـةٌ
حزنٌ يدور على البيوتِ وينعقُ

ضاقت بـنـا أحزاننا في موطني
حتى الأمانيَ في بلادي تُسرقُ

الطـينُ يـا ولـدي يكـفّن بعضهُ
وَدَمُ البراءةِ في عروقكَ أزرقُ ُ

سحقاً لقد كتبوا على طرقاتنا
جسر العبورِ الى الحياةِ معلّقُ

وأنـا يرددني على صفعِ الردى
مـوتٌ … لئيمٌ … مستبدٌ .. أحمقُ

كنّا معاً في حضنِ أمٍّ دافئٍ
فلمَ الأحـبةُ في المـياهِ تفرقوا

بدأ الرحيل ولن يعودَ كما مضى
حلمُ الطفولةِ في البحيرةِ يشرقُ

لا.. لن يموتوا هذهِ أرواحهم
بـسـماءِ أردنِّ الكـرامِ تحـلقُ ،،،

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!