انــهَـضُـوا/بقلم:يحيى الحمادي(اليمن)

يــــا أَيُّــهــا الـيَـمـنـيُّونَ انــهَـضُـوا، فـــإذا
لـــم تَـنـهَـضُوا فَـسِـوَاكُـم لـيـس خَـسـرانا

إِنّــــا لَـنَـنـطِـقُ كُــفــرًا حِــيـن نَــبـرَأُ مِـــن
شَــقَــائِــنــا، ونَــــقــــولُ: اللهُ أَشـــقــانــا

لا تَــبـعَـثُـوا لِــسُـهَـيـلَ الـــيَــومَ تَــعــزِيَـةً
سُــهَـيـلُ لا يَـتَـقَـاضَـى الــحُــزنَ أحــزانـا

لَــــن تُـرجـعُـوهُ مُـنِـيـرًا قَــبـلَ أَن تَــئِـدُوا
ظَــلامَــكُـم، وتُــزِيــحُـوا الــنَّــارَ والــرَّانــا

لَـن تَـغلِبُوا الـمَوتَ بِـالمَوتَى، ولَـن تَـجِدُوا
سِــوَاكُـمُـو بــيــن أَهــــلِ الأَرضِ أَعــوانـا

أَنْ تَـكـبَحُوا الـنَّـارَ مَـغـلُوبِينَ أَشـرَفُ مِـن
أَنْ تَــربَـحُـوا الــعَــارَ هــــالاتٍ وتِـيـجـانـا

لا يَــبــلُــغُ الـــــذُّلُّ بِـــالأَوطَــانِ مَــبـلَـغَـهُ
إِن لـــــم يَــجِــد بِـبَـنِـيـها مِــنــه أَقــرانــا

ولا يَـــنَـــالُ عَــــــدُوٌّ مُــبــتَـغَـاهُ سِـــــوَى
مِـــن مَــوطِـنٍ نــالَ مِــن أَهـلِـيهِ عُـدوانـا

يــــا تــاركًــا شَــاتَــهُ لِــلـذِّئـبِ يَـحـرسُـهـا
لا يَــمـلِـكُ الــذِّئــبُ إِلَّا الــفَـتـكَ إِحـسـانـا

وعُـدتُ أَسـأَلُ نَـفسِي عَـن (سُـهَيلَ)، كـما
لــــو أَنَّــــهُ بـــيَ وَحـــدِي كـــان هَـيـمـانا

حِــيـنٌ مِـــن الـقَـهرِ لــم يَـشـعُر بــهِ أَحَــدٌ
عــاصَـرتُـهُ، وعَــصَــرتُ الــقَـلـبَ ذَبــلانــا

ولــــم أَكُــــن بِـمَـصِـيـرِي عــابِـئًـا، فَـلَـقـد
رَضِـــيـــتُــهُ يَــمَــنِــيًّــا، زانَ، أَو شَــــانـــا

خَـــمَّــارةً كـــانــت الــبَــلـوَى، وجَـــارِيَــةً
وكُـــنـــتُ أكـــثَـــرَ خَـــلــقِ اللهِ إِدمـــانــا

وكُــنـتُ عِــنـدَ بُـلُـوغِ الـبـابِ أَصـغَـرَ مِــن
يَــــدِي، وأَكــبَــرَ مِــــن دُنــيَــايَ فِـنـجـانا

لــم أَسـتَـعِر صَـوتَ غَـيري كَـي أَنُـوحَ بِـهِ
بَــــلِ اســتَـعَـرتُ بِــدَمــعٍ سَــــالَ نِـيـرانـا

واخـتَـرتُ أَن أَتَـخَـلَّى فـيـه عــن فَـرَحِـي
لا عِــشـتُ حَـيـثُ يَـسُـودُ الـقَـهرُ فَـرحـانا

لا شَــيءَ يَـقتُلُ مِـثل الـصَّمتِ فـي وَطَـنٍ
بِــأَهـلِـهِ ضَــــاقَ حــتــى صَــــارَ أَوطــانـا

وقِـيـلَ: مَـن أَنـتَ؟! قُـلتُ: اللهُ أَعـلَمُ مَـن
أَنـــــا.. فَـــكُــلُّ جَــــوابٍ صــــارَ بُـهـتـانـا

لا الـسَّـاعةُ الآنَ تَـدري مـا الـزَّمانُ، ولا الـ
ـزَّمـــانُ يُــــدرِكُ مَــعـنَـى الـسَّـاعـةِ الآنـــا

ودارَتِ الأَرضُ.. وانــشَـقَّ الـغَـمَـامُ عــلـى
غَـــيَـــابَــةٍ، أَنـــبَـــتَــت دُورًا وسُـــكَّـــانــا

وعــادَتِ الـشَّـمسُ تَـجـري فــي مَـجَـرَّتِها
والــبَـحـرُ عــــادَ عَــمِـيـقَ الــقَــاعِ، رَيَّــانـا

وعـــــادَ لِـــلأُفــقِ لَــــونٌ كــــان فــارَقَــهُ
وعــــادَتِ الــشُّـهـبُ قُـطـعـانًـا فَـقُـطـعـانا

وعــــادَ كُــــلُّ زَمَــــانٍ صَــــوبَ وِجـهَـتِـهِ
وعـــــادَ كُـــــلُّ مَـــكــانٍ حَــيـثُـمـا كــانــا

إِلَّا (سُـــهَــيــلُ).. وإِلَّا أَهـــلُـــهُ.. فَــلَــقَــد
تَـــأَرَّضُــوا، وغَـــــدَوا لِــلـنَّـمـلِ جِــيــرانـا

سُـهَـيـلُ هـــانَ عــلـى مَـــن كــان سَـيِّـدَهُ..
فــكــيـف يَــرفَــعُ رَأسًــــا سَــيِّــدٌ هــانــا!

سُــهَـيـلُ كــــان بَــعـيـدًا عــــن قَـذَائِـفِـنـا
فــكــيـف أصـــبَــحَ قَــتـلانـا وجَــرحـانـا!

وكــيــف صــــار غَــريـبًـا وهــــو وَالِــدُنـا
وجَـــدُّنـــا، وهــــــو وَالِــيــنَـا، ومَـــولانــا

وكَــيــفَ بَــعــدَ نَــجَــاةِ الــكَـونِ أَجـمَـعِـهِ
سُــهَــيـلُ أصـــبَــحَ لِــلــبَـارُودِ خَـــزَّانــا؟!

سـهـيلُ أصـبَـحَ يَـمشِي حـافيًا، وعـلى الـ
ــــــدُّرُوبِ يَنـــــزِفُ بَـــردانًا وحَــــــــرَّانا

وصَــــارَ يَــمـسَـحُ نَــعــلَ الـغَـاصِـبِيهِ، ولا
يُــريــدُ غَــيــرَ رِضَــاهُــم عَــنـهُ رِضــوانـا

وصــارَ يَـلـعَقُ (صَـحـنَ الـجِـنِّ) مُـخـتَلِسًا
وصــارَ يَـدخُـلُ (سُــوقَ الـطَّـلحِ) طَـحَّـانا

وصــارَ يَـبـرَأُ مِــن (صَـنعاءَ) فـي (عَـدَنٍ)
وصــارَ يُـنـكِرُ فــي (الـبَـيضاءِ) (عـمـرانا)

وصـــارَ بَــعـدَ أَذَانِ الـفَـجـرِ يَـخـجَلُ مِــن
خُـــرُوجِــهِ -بِــثِـيَـابِ الــمُـلـكِ- قُــرصـانـا

وصــــارَ يَــلـعَـنُ طَــيــفَ الــذِّكـريـاتِ إِذا
أَعَــــدنَــــهُ لِــــزَمــــانٍ كــــــــان رُبَّــــانـــا

وصَــارَ يَـشـحَذُ -حـتـى الـشَّـمعَ- مُـفتَخِرًا
بِــــأَنَّـــهُ كـــــــان أَقــــمـــارًا وشُــهــبــانـا

وأَنَّـــــــهُ كـــــــان لِـــلأَنــهــارِ مُــرضِــعَــةً
وأَنَّـــــــهُ كـــــــان لِــــلأَدهـــارِ خَـــتَّــانــا!

مـــــاذا يُـــرِيــدُ عَـــزيــزٌ بـــاسِــطٌ يَــــدَهُ
مِــن فَـخـرِهِ؟! أُيُـعِـيدُ الـفَـخرُ مــا بـانـا؟!

وَجـــهُ الـعَـزِيـزِ إِذا مـــا نـــاحَ مِــن عَــوَزٍ
لَــيــلٌ يُــنَـطِّـفُ مــــاءَ الــــرُّوحِ قَــطـرانـا

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!