بَلْ أقلُّ قليلا/ شعر: الشاعر الأردني علي الفاعوري

آخَيتُ نخلَكِ فِكرةً
لأطولا
وقرَأتُ ظِلَّكِ بُكرَةً
وأصيلا
لي مثلُ فتيَتكِ الذينَ تساقطوا
رُطَبًا بكَهفِ النّومِ
جيلًا جيلا
لي مثلُهُم عطَشٌ
وماؤكِ ضيِّقٌ
فخُذي يَدَيَّ وغامِري
لأسيلا
لَم يبقَ لي دَربٌ
لأبلغَ جبهَتي
مُنذُ اتّخذتُكِ كي أمُرَّ
سبيلا
وقفًا على عينيكِ
كُنتُ
ولم أزَلْ
وأظلُّ فيكِ لآخِري
مشغولا
أنا منذُ أسئلةِ العتابِ مُقيَّدٌ
بالشِّعرِ
يحمِلُني إليكِ رسولا
بالحبِّ
يختصِرُ المسافةَ بيننا
ويصوغُ منّا
عابِدًا وبتولا
كفّاكِ خاصِرةُ الكلامِ
تقولُ ما
في كلُّ بالِ قصيدةٍ
ما قيلا
وتخُطُّنا مَطَرًا
يُعيدُ حكايةً
لا تقبَلُ التحريفَ والتأويلا
بابُ الشِّتاءِ مُغلَّقٌ في وجهِنا
منذُ اخْتَرعنا للسَّحابِ
فُصولا
أُمًا أُحبُّكِ
موطِنًا
وعباءةً
نهرًا أغيبُ بضفَّتيهِ طويلا
أُمًا أُحبُّكِ
حينَ أُمسِكُ صوتَها
بيَديَّ
تُصبِحُ شهقتي ترتيلا
ويصيرُ ثوبُكِ في الغيابِ
حديقتي
ويصيرُ وجهُكِ في المسا
قنديلا
ويظلُّ قلبُكِ للدُّموعِ
ملاذَها
ويداكِ
حينَ تساقَطَتْ
مِنديلا
سأظلُّ طفلَكِ
يا بلادًا كُلَّما
حاولْتُها
سَقَطَ الكلامُ قتيلا
وسَقَطتُ مذبوحَ الحُروفِ
مُضرّجًا
بالأمنياتِ
مُكَسَّرًا
مَخذولا
أجتَرُّ أحلامًا مضى ميقاتُها
وتناثَرتْ بين الرّمادِ
طُلولا
سأظلُّ ما كُنّاهُ
حينَ تَعَلّقَتْ
بالشَّمسِ ترجو للسّماءِ
وصولا
قلبٌ قليلٌ ظلَّ منها
ربّما
يكفي لأبلُغَ شَعرَكِ المجدولا
قلبٌ قليلٌ
ربما يكفي لأتَّخذَ التُّرابَ لراحتيكِ
بديلا
هو ما تبقّى مِن زمانٍ أخضَرٍ
هو ما تبقّى
بَلْ أقَلُّ قليلا

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!