عرفتُها النُورَ لَا جِسْمًا وَ لَا جَسَدا
نُفِخْتُ مِنْهُ فِي أَطْهَار أحشاها
مِنْ قبلِ مجنونِ ليلى كُنْتُ أَعْرِفُهَا
وَ قُلْتُ لَيْلَيَا إيَانِيِ و إيَّاهَا
و ذَاتِي عَنْهَا بِذَاكَ النُّورِ مُشْرِقَةٌ
يَوْمَ الْمَخَاضِ أَهُزُّ جِذَعَ نخلاها
أُسَاقِطٌ الرَّطْب أَجْنِي مِن علائقِهِ
أَرْمِي بذا السِرِّ مِنْ اسرار مَجلاهَا
أُنَاجِي مَنْ كَانَ في الْمِحْرَاب مَسْكَنُهَا
لَا تَحْزَنِي اليَومَ مِنْكِ اللَّهُ أَبْدَاهَا
لـٰكنَّ قَوْمًا فلا عَيْنٌ لَهُم تَرَنِي
وَلَا فُؤَادٌ يَعِي مَعْنَايَا مَعْنَاهَا
شارت إلِيا فَقَالُوا جئتِ فَاحِشَةً
كَيْف نُناجي صَبِيًّا فِي مُهَيْدَاهَا؟
فَقُلْت : إنِّي تعبَّدتُ الْهَوَى وَلَهاً
و نسبتي عَيْنُ إسْمِي مِن مُسَمَّاهَا
وَ إِنِّي مِنْهَا نَبِيُ الْحبّ أَنْشُرُهُ
بِحكْمةٍ مَنْ لدُنْها أُحْيِي مَوْتَاهَا
و أنفخُ الرُّوحَ فِي طَيرٍ مجسدةٍ
تَغْدُو بعشقٍ تْغنّي طابَ شجْواها
و أُبْريءُ الاكمهَ كي يرنو و يشهدَها
عيناً جَهاراً فيحْيا في سجاياها
مِني السلامُ عليَّا يومَ أنْ وَضَعَتْ
و يومَ أفْنى و أُبْعَث في حُميّاها
فلمَّا زاغتْ قلوبٌ عن حقيقتِها
همُّوا بقتلي فشدَّتْني لعَلْياها
واحضروا النار والصلبان ما عرفوا
اني بها اليوم في أسمى سماواها
ظنّوا بأني قتيلٌ من سيوفِهمُ
أنا القتيلُ و لٰكنْ مِنْ مُحَيَّاها