تغريبةُ الطّين/بقلم: مصعب تقي الدين ( الجزائر )

أعيادُكُم .. و لنا صمتُ الطّواحينِ
و موسمٌ شطَّ عن حُلم المساكينِ
لكُم يسبِّحُ هذا الحقل ، سنبلهُ
قُربى لكم .. و لنا تغْريبةُ الطّينِ
مُسافِرينَ يكادُ الدّربُ يسألنا :
“حتّامَ أشربُ من عمرِ الرّياحينِ؟
ليتَ الحفاةَ أقلّوا فيَّ خَطوهمو
مَسيرهم في ضلوعي حدُّ سكّينٍ ”
مواكبٌ نحْوَ ذاك الوعدِ نازحةٌ
كما يحجُّ فراشٌ للكوانينِ
تسري كأنّ لها ميراثَ حاضرةٍ
يصافحُ النّخلُ فيها غيمَ تشرينِ

تُخاتِلُ الصُّبحَ تُخفي في عباءتها
أوراقَ خوفٍ حَكَتْ ليلَ الزنازينِ
يا دربُ نحنُ طيور الحزنِ تائهةً
تقلّب الغيمَ بحثاً عن موازينٍ
لها حلولٌ بوَجهِ الطّفلِ أثقله
دمعٌ بطرفٍ كحيل اليتم مرهونٍ
تطوفُ حول بقايا العُمرِ شاردَةً
كالفلكِ فُلَّت صواريها …كذي النّونِ
كالنّهرِ يفقدُ في بغدادَ آيتهُ
لمّا تلا الجمرُ آيَ النّخل و الطّين
” متى ؟ ” تغرّدُ أنثى غصَّ في دمها
صوت المواعيدِ في رَجعِ الطّواحينِ
لها ربيعٌ و إن طالَ الشّتاءُ بها
تمضي و إن نُبِّئَتْ فَقْدَ العناوينِ
هيَ انتصارُ أغاني الأرضِ في زمنٍ
يخبّئُ الحزنَ عن دربِ المساكينِ
كما يخبّئُ صوفيٌّ بجُبّتهِ
وقتَ الطّواف أغاني النّخل و التّينِ
يَفنىَ و يُبعثُ في الأذكار آيتهُ
في الخلقِ تسبحُ بين الكافِ و النّون.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!