تقاسيم / شعر الشاعر الأردني علي الفاعوري

هذا أنا المقسومُ أُغنيتينِ
إحداهُنَّ قافيةٌ من الليمونِ تكتُبُني صباحَ الوجدِ
حين أكونُ محتاجاً لقافيةٍ لتَكتبني !
وثانيةٌ ..
تُغادرُني كأسناني التي سَقَطتْ
على عَجَلٍ
وقبل أوانِ صُفْرتِها ..
هذا أنا المحكومُ بالنّارنجِ
مكتوبٌ على لُغتي بأنْ تبقى
رهينَةَ أحرفِ الإسفنجِ
تعصِرُني
فأُبصِرُني
أُجفّفُ مائِيَ الشَّرقيّ
أنفخُ في الفَضا كِيري ..
هذا أنا ..
وأنا مصيري ..
فلمَ المَلامُ إذا اتّخذتُ كلامَ أشجاري بريداً
للحبيبةِ
واكتفيتُ بِزمهريري ؟!
———-
هذا أنا المكتوبُ أُحْجِيتينِ
فوق سطورِ هذا العمر
منذُ بدأتُ قافيتي
رمَيْتُ شِباكَ أشْعاري ولَمْ أُفلِحْ بِصيْدٍ
يستحِقُّ فمي ..
عَزفتُ على مَقاماتٍ كثيراتٍ
ولمْ أظفَرْ بأُغنيةٍ تُفسّرني
ولا رئةٍ تُقشِّرني
ولا ريحٍ تسوقُ الشّمسَ نحو دمي !
فتَحتُ لكُلِّ شاردَةٍ ووارِدةٍ شبابيكي
ولم تَجْرُؤ زنابقُ جارتي السّمراءُ
أن تتسلّقَ اللّيلَ الذي أسقيهِ مِن ألمي !
ولا حتى العصافيرُ التي كانت تجوبُ الحيَّ
باحثةً عن العشاقِ
تعبأ بي ..
مُكَبلةٌ مشاويري ..
ودربي طافِحٌ بالشّوقِ
كيفَ أسيرُ والإسفلتُ غافَلَني
وأهْدى للرّدى قَدَمي ؟؟
———-
هذا أنا المنظومُ قافيتينِ
إذْ يتَلذّذ العُشّاقُ بالكلماتِ
أحتَرِقُ ..!
على كتِفي حَمَلتُ الرّيحَ كي أنجو بِأُغنِيَتي
شَطَرتُ فمي إلى نِصفينِ
أُطلِقُ في المَدى لُغَتي ..
وأشْعِلُ أحرُفي ناراً
تُعيدُ أصابِعَ الموتى مَجاذيفاً
ترُدُّ الماءَ عن وجهي الذي أوْدى بِهِ الغَرَقُ ..!
مُمَزَّقةٌ أحاديثُ الرَّصيفِ هُنا ..
وصامِتَةٌ كَراسي الشّارِعِ المَحْشوِّ بالذكرى !
ومُؤلِمَةٌ كِتاباتُ الذينَ مَضوا
على الجُدرانِ
حينَ مَررْتُ محْمولاً على ظَهْري
ومَقتولاً
أسيرُ معي إلى قَبري
عَرَفتُ بِأنَّهُم صَدَقوا ..!
عمّان
24/7/2018

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!