تُفاحةُ العراق / شعر : مصطفى ساهي كلش

بخرائطِ الليلِ البعيدِ مدينتي

والموتُ يعلو سورها مُتأملا

 

والنارُ تأكلُ في الخيامِ .. أعادني

فرعُ العيونِ لخيمةٍ في كربلا

 

من موتِ شهوةِ طينهِ ونخيلهِ

ظلَ العراقُ بلا قرينٍ أرملا

 

تُفاحةٌ سلبت نبيكَ منزلاً

وَاللَّهُ كالوحيِّ اصطفاكَ لتنزلا

 

من ذَلِكَ الحُزنُ القديمُ على يدي

مُذ كُنتُ طفلاً في الفؤادِ تشكلا

 

عهدٌ بحجمِ الدمعِ يغفو داخلي

وبذمةِ الايامِ كانَ مؤجلا

 

عهدٌ كأحلامِالضفائرِ عُمرها

العشرينَ لا يدري المشيبَ المُقبلا

 

ان التقيكَ على اناملِ غيمةٍ

حملت ثراكَ بوجهِها وتبللا

 

وبقلبها الفضي طعمُ حكايةٍ

من ثغرِ امٍ بين جناتِ العُلى

 

لا تنتهي إذإن خيطَ الصوتِ كانَ

يَجرنا نحو المنامِ تدللُلا

 

والشوقُ يغفو في القلوبِ لليلةٍ

أُخرى .. بها يأتي المنامُ مُعَجِلا

 

لا تنتهي تلك الحكايةُ داخلي

وطنٌ بشباكِ الحُسينِ تبتلا

 

لا تنتهي تلك الحكايةُ داخلي

امٌ تُقلبُ جمرةً والحرملا

 

لا بُدَ من افقٍ بحجمِ جمالها

فالقاصُ يخدعُ نَفْسَهُ إنأكملا

 

لا بُدَ ان القاك داخلَ غُربتي

وطنٌ بهِ احيا على ان أُقتلا

 

حتى التقينا والمسافةُ بيننا

القلبُ شقَ اضالعي وترجلا

 

*    *     *

اني اتيتُ على خيولِ هواجسي

والخوفُ في نبضِ العيونِ تكتلا

 

وكما الدخولِ الى الضريحِ سماحةً

ناديتُ هل لي سيدي ان ادخُلا ؟

 

فاجبتني واديمُ صوتكَ عابقٌ

في طينِ وجدانِ الفؤادِ توغلا :

 

ان لا حدوداً في السَّمَاءِ وربما

بعقيدةِ الغيماتِ كنت مُدللا

 

لكنهم قد ( طوبوا ) حتى السماءَ

فطائرٌ  .. لحقَ السماءَ مُهرولا

 

لكنهم  نحروا الحقيقةَ بيننا

قادوا اليقينَ الى الصليبِ مُكبلا

 

لكنهم شتلوا الفؤادَ بظُلمةٍ

في بحرِ يأسٍ ثم ألقواالمِعولا

 

والعاشقونَ التائبونَ عن الهوى

حملوا الصباحَ الى السطوحِ مؤولا

 

وتذكروا قد قيلَ يوماً انهم

يجدونَ صُبحاً في الفلا ( مُستعملا )

 

من بَعْدِ ما بحثوا بسوقِ عذابِنا

وجدوا نهاراً في الغياهبِ مُثقلا

 

من أبدلوا وجهَ السَّمَاءِ بخيمةٍ

بيضاءَ كي ندنو لربٍ ان علا

 

من ينذرونَ حياتهم وحنينهم

في ضحكةِ امراةٍ تُفجرُ جدولا

 

من يسرجونَ الصبرَ فوق عيونِهم

املٌ يُصيبُ بسهمهِ المُستقبلا

 

من يُقتلون على عقيدةِ هيكلٍ

ويجيُ غيرهمُ ليهدمَ هيكلا

 

ما زال وحيُ الموتِ فوق رؤوسِنا

يمتدُ قبراً في الحياةِ مؤجلا

 

وانا وانتِ والحرائقُ حولنا

في عالمٍ .. الوقتُ فِيهِ تعطلا

 

من اين ابدأُ يا ترى بحكايتي

فالقلبُ في مرمى السهامِ تنخلا

 

طرقُ الوصولِ الى العراقِ بعيدةٌ

والموتُ حُباً فِيهِ صارَ مُحللا

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!