جارية/ شعر : الشاعر العراقي حيدر الخفاجي

قَدْ كانَ جَلّاداً و كنتُ ضحيةً
كمْ كنتُ خانعةً و كنتُ ذليلةْ

انا مَنْ قَبِلْتُ بأَنْ اكونَ كما انا
دوماً بلا رأيٍ .. قليلةَ حيلة

كمْ كانَ حيواناً بدونِ مَشاعرٍ
كمْ كنتُ ارجو اللهَ ايَّ وسيلةْ

قدْ كانَ لا يدري بانَّ كرامتي
ستثورُ حتى لا اظلَّ خليلة

قدْ كانَ يصفَعُني كعَبْدٍ مخطيءٍ
و فمي تعوَّدَ دائماً تقبيلَه

يزدادُ اذلالاً .. يهينُ كرامتي
فارى الكثيرَ على يديهِ قليلَهْ

قدْ كانَ اكرمَ مَنْ رأيتُ بظلمِهِ
ولعزةٍ في النفسِ كنتُ بخيلة

كسّرتُ مرآتي .. لعلَّ انوثتي
ستعودُ يوماً كي اكونَ جميلة

قد كنتُ أَنبُضُ بالحياةِ وها انا
حجراً يُقَبِّلُ دائماً إزميلَه

صارتْ حياتيَ مثلَ لحنٍ باهتٍ
وكأيِّ جاريةٍ لشيخِ قبيلةْ

في بيتِ اهلي كنتُ اطولَ نخلةٍ
كيفَ ارتضيتُ بأنْ اكونَ فسيلةْ

كانتْ دمائي فوقَ كلِّ نيوبهِ
قدْ كانَ ذئباً .. ما رأيتُ مثيلَهْ

مستمتعاً بدموعِ ليلٍ قاتمٍ
قدْ كانتِ الساعاتُ جدُّ طويلة

و شكوته لله شكوى راهبٍ
مُتَضَرِّعٍ سرقوا لهُ إنجيلَه

عجباً لمَنْ ذُبِحَتْ و تسأل نفسها
احتاجُ سكيناً عليهِ دليلَهْ!!

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!