جُلّي معي…
شيءٌ وحيدّ ظلَّ مُنحَازاً مَعَهْ….
كل الجوارحِ لم تزل بتحكمي…
الا فؤادي
قد عصاني آبقاً كي يتبعَهْ…
أراهُ حينَ أراه..
فوراً أغضُّ الطرفَ حتى لا أراه..
أتعامى مُرغَمَاً كي لا أراه..
لكنْ لقلبي أعيُنٌ..
دوماً تُصِرُّ على خيانتِها..
على عصيانِها…
لتراهُ شمساً ساطعَة…
وإذا تكَلَّمَ كِلْمةً أو كِلمتين…
فوراً أُغَطِّي أُذُنَيَّ بإصبَعَين…
لكنَّ في قلبي منَ الآذانِ
ما فوقَ اثنتين…
وكلُّها قد فُتِّحَتْ
وأنصَتَتْ كي تسمَعَهْ…
فَلَكَمْ أتَتْ رِيحٌ بريحَةِ عطرِهِ
فصَدَدْتُها،
ومنَعتُها؟!!!…
كَمْ أوغَلَتْ
في الأنفِ نفحَتُها
وقد أخرَجْتُها؟!!!..
لكنَّ أنفَ القلبِ عاصٍ
ليسَ لي أنْ أمنَعَهْ…
وَلَكَمٰ صَدَحْتُ بجملةٍ
في شَتمِهِ… في ذَمِّهِ..
لكنَّ قلبي داخلي يُثني عليهِ
على أبيهِ وأمِّهِ…
ويقولُ في لغةِ الجمالِ
وسحرِها ما أروَعَهْ….
مازالَ جُلِّي ــ مُذْ تفَارَقْنا ــ معي..
والقلبُ ــ حتى الآنَ ــ مختَطَفٌ معَهْ…
حاولتُ ألفَي مَرَّةٍ إرجاعَهُ…
وفشِلتُ ألفَي مرّةٍ أنْ أُرجِعَهْ …
حاولتُ ألفَي مرّةٍ إقناعَهُ…
وفشِلتُ ألفَي مرّةٍ أنْ أُقنِعَهْ…
فالقلبُ حينَ يطيرُ في أُفُقِ الهوى..
فلا تحاولْ جاهِداً أن ترجِعَهْ…
لن تُرجعَهْ….
كم عاشقٍ في العشقِ ضَيَّعَ قلبَهُ؟!!…
ولم يجُدٍ في عشقِهِ ما ضيَّعَهْ…