حَبيبٌ في مَنفى/بقلم:أحلام الزامكي

قُل للحياةِ بأن تسترِيحَ
فقد ماتَ فِينا فجرُ الظَّفَر

ولم يتبقَّ سِوى التُّرَّهاتِ
و إكليلِ وردٍ وبعضِ صُوَر!

ولم تتمكَّن فلولُ النُّجاة
بأن تُذهِبَ عنَّا فُلولَ ضجَر

فكانَت حياةً بمِلءِ المَمَات
وَ صِرنا طحالبَ قَيدَ الحُفَر!

وَ كُنَّا مُتونًا مِن الأغنيات
و أصداءَ حُبٍ رقيقِ الوَتَر!

وَ كُنَّا صهيلًا من الأمنيات
وَ همسًا من أحاديثِ القمر!

فليتَ المراثيَ قد حملَتني
لوجهٍ بعيدٍ …لِطَيفٍ عَبَر !

لوجهٍ صَبيحٍ، لقلبٍ حنيف
لحبٍ مُريحٍ، و حُلمٍ ،وَ سِر !

فكيفَ أرومُ منكَ اللقاء
وَ وَجهُكَ بالغيابِ اعتفر ؟!

أَ أَلقى حبيبًا طَواهُ الرَّدى ؟
أَ أمسحُ دمعًا كَحُلوِ الدُّرَر!

أَتأتي وَ بينَ يديكَ السلام؟
وَ تمنحُنا مِن أريجِ الزَّهَر ؟!

وَ تُخبِرُنا عن ربيعِ المَمَات
عن الكائناتِ و حُبِّ القَدَر !

أعودُ لِأَشقى بسُؤلي الذي
يُخَضِّبُ قلبي بِلَونِ الكَدَر

وَ أعلمُ أنَّ عيونَك تغفو
بقبرٍ بعيدٍ وَ ما مِن خَبَر!

و أنَّ دياريَ غيرُ الدِّيار
وأنَّ المَنَافيَ لا تستمر !

فحتمًا وَ مهما تستطيلُ الحياة
فلابدَّ أن يستريحَ السَّفَر!

سأبقى لقلبِكَ حِكرًا عليك
وَ تبقى لروحيَ حُبًا أَغَر !

وَ أدعو بأن تُكلِّلَك الرَّحمات
وَ يمسحَ دمعَكَ طُهرُ السُّوَر !

وَ أن نلتقي ببابِ الجِنان
وَ ندخلَها كَطَيفِ السَّحَر !

وَ ننسى عهودَ بؤسٍ قديم
وَ يمحُو اللقاءُ هذا الضرر.

 

رحِمَ اللهُ أمواتًا لم يُبلِّلهم النسيانُ يومًا

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!