رحيل/ بقلم: محمدحسين الهجري

رَحيلُُ وأدوارُُ مِنَ الرَّكْبُ قدعَبَرْ
وآتٍ إليها فاتَ والضيفُ مااستقرْ

تعاقبُ رُكبانٍ إلى الظل واردٍ
تلاشى وأبقى شَاهدَ الرسمِ للصُّوَرْ

فكمْ غَادياً عنها إلى البينِ رَاعَهُ
أذَانُ بلاَ وعْدٍ وحَادٍ إلى السفرْ

وكم طَفِقَتْ بالبين روحُُ وأجْهشتْ
بكاءً مع التوديعٍ والدمعُ كالدُّرَرْ

إلى أين يامنفَايَٰ؟ والدمعُ سَائلُُ
تلعْثَمَ مكظومًا من الكربِ يُحتَضَرْ

تداولُ أرواحٍ بِها الموتُ تاجرُُ
ويقتادها النخاسُ بالفردِ والزُّمَرْ

يبيعُ بِسَمْحِ منهُ من باعَ مؤمنًا
ويُحْضَرُ مكبولاً إلى إلبيعِ مَنْ كَفَرْ

فَلَا قَبْضَ للبياعِ نقدًا بعينِهِ
ولاَ رِبْحَ للشاري من المَالِ يدَّخَرْ

ويَشْرِي بنا الأغلَىٰ، نَبِعْهُ كما يشاء
مضاربةُُ تَجْري على الصَّكِّ بالقَدَرْ

وللسوقِ أرباحُُ وخُسْرُُ وبورصةُُ
تُدَارَ بِهِ الارقامُ سِرَّا عن البشرْ

خُصوصيةُ التوثيقِ بالبيعِ والشراء
تخصُّ أمين السرِّ والصكُّ مُحتَكَرْ

تباعُ له الأراوحُ سَمْحًا ومن عَصَى
سيدركهُ حتمًا ولَو كانَ في القمرْ

َأيَا غَفوةً من خلفها المرءُ قدصَحَا
أعيدي حديدًا سمعَهُ الآنَ والبصرْ

فلاَ عدْلَ مثل الموتِ بالناسِ راعياً
ولامثلهُ بالبطشِ في الناس قدفَجَرْ

رَعَى رُخَصًا في الوقْتِ للمرءِ كلما
أحَاطَتْهُ أشداقُُ من الموتِ بالخطرْ

يدُُ لَجَمَتْ بالقهر أشداقَ جائعٍ
وأخرىٰ وقَتْ موتاً عن المرءِ في حَذَرْ

ولمَّا راىٰ نُضْجاً على الصّحْفِ يانعاً
تَوَثَّبَ كالذُّؤْباَنِ غدرًا، وماانتظَرْ

وطحنُُ ومطحونُُ ومازالتِ الرَّحَىٰ
تدورُ ويُذرَى خلفها الطيفُ والذِّكَرْ

مطاردةُ الانفاسِ من حولِ ذاتِها
ومَا كَلَّ يوماً طَاحِنُ الخلقِ أوْعَثَرْ

على كلِّ خَلقٍ دافقٍ نَبضَ قلبهِ
رقيبُ وأسفارُُ مع اللبثِ والسّفَرْ

مُتَلْفَزَةُُ من حيثمَا المرءُ قدمَشَىٰ
مُوَثقةُُ الأحداثِ بالصوتِ والصورْ

سَتصْدُمُكَ الأحدَاثُ هَولاً بمشهدٍ
وكلُّ الدِّرَامَا عنْكَ تَرْوَي وَلَا مَفَرْ

وفَنَّدتِ الإنكارَ في الحَالِ شَاشةُُ
أعادتْ من الأحداثِ ماغابَ وانْدَثَرْْ

ومااتّسَمَتْ بالظلمِ أوصَافُ خَالقٍ
وقد سَبَقَتْ بالفَصلِ (كلاَّ لاَ وَزَرْ)