شتانِ ما بين الحياةِ وظلها/ بقلم:فتحي احمدعبدالرحمن(عدن )

هذي الحياضُ الجاثياتُ مشرنقه

وُلِدَت على السندانِ تحت المطرقه

وقعت بأشراك الجحودِ وحوصرت

مِمَّن يسوسون الورى بالزندقه

دهران ..
تلتمسُ الربيعَ يحثها

لتفكَّ خيط مخاضها
وتمزقه

فإذا الخريف
هو الفصول جميعها

ألوانه خدّاعةٌ وملفَّقَه

لا الصيف يدفيءُ حضنها إن جُمَّدت

وأبى الشتاءُ يذوبُ وسط المحرقه

شتَّان ما بين الحياة وظلها

الظل يحتاجُ الضياءَ
ليخلقه ..

دار الزمان
تغولت أنيابه

حتى ظنَنَّا أنها المتفوقه

لكنها الأقدارُ تصدر حكمها

وترتب الأوراقَ
تكشفُ مأزقه

تقضي ..
بأن القِسرَ بابٌ مُهلِكٌ

الأصل أن يجني على مَن يطرُقه

فتنادتِ الأصواتُ تجمعُ بعضها

وتصدُّ فِكرَ الإزدراءِ وتخنقه

فتنفَّست رِئةُ الربيعِ ربيعَنا

وسرى النسيم على البقاعِ المُطرِقه

وإذا بشرنقةِ السُّباتِ تململت

وتمخضت لفراشةٍ متألقه

تضفي على قسماتنا تطريزها

وترش محفلنا بعطر الزنبقه

حتى إذاما زالَ بعضُ عنائنا

وتبسمت شمس الصباحِ المشرقه

جئنا بِحَطَّابِ الحياةِ مكبلاً

نسألهُ ما ذنب البلاد المرهقه ؟

قال : البلادُ حبيبتي وأعزها

لكنَّ بعض الحب مثل المشنقه

قلنا :علامَ دَمَ الشهيدِ أرقتَهُ ؟

فأجابَ : حرصاً مِن دمي أن يسبِقه

قلنا له : قدحانَ حتفُك
أم تُرى

أنساكَ كِبرُكَ
أنّ روحكَ مُزهقَه ؟

فارتاعَ وارتعدت
فرائصُ عظمهِ

ورأى حِبالاً للرقابِ معلّقه

أُمُّ الشهيدِ بكَت
وصاتَت : إرعَوَوا …

لا تثكلوا أُماً ..
أرى .. أن نعتِقَه ….

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!