قال طبيب :
منذ انتشر الشبح اللامرئي
والمرضى يموتون أمامي
أشعر أني أحتاج طبيبا نفسي
كي أخرج من دوراني
أشعر أني اشتعل كقش سقطت فيه الجمرة
هل تدرون لماذا؟
ثمة مرضى ماتوا قدامي، لكن مريضا حدق يتوسل ،
كان يودع هذي الدنيا ، قال بصوت مخنوق:
اني راحل ، ارجوك دعني أشاهد اولادي لاخر مرة
ظل حزينا ، والدمع يفر من العينين الداميتين
قلت بقلب مزقه الوجع الموغل في الروح
لا تثريب عليك، ستراهم، ابتسم بحزن، والصفرة تغزو
ذاك الوجه الذابل، فبدأت أجهز تلك الغرفة واعقمها،
كي استقبل أولاد المسكين، ورفعت الهاتف كي اتصل ليأتوا
مرات تلو المرات، لكن الأمل تلاشى؛ رفض الأولاد ، خشية
أن يعديهم والدهم، فتوسلت إليهم، لا تخشوا شيئا
لكن رفضوا اغلقوا كل هواتفهم في وجهي، فانهارت أعصابي
نار تشتعل برأسي وتحرق أعماقي، فتوقفت عن العمل، ولم
اسطع أن أذهب أو أن اتحرك .
ها اني الآن قدام طبيب نفسي، اجلس عدة جلسات،
أخذ أدوية كي أشقى، علي خالد للنوم قليلا،
في ذاكرتي أسمع أصوات. ، أصوات مثل رياح تجتاح كياني
أصوات الأحياء الموتى،