(شَقيقانِ مِن نخلةٍ واحدَة)/بقلم:حسين المحالبي( اليمن)

إلى: أحمد النجار.

————-

لا تَنسَ شَيئًا مِنكَ حِينَ تُغادرُ

غادِرْ، وقُلْ: يا قلبُ حظُّكَ عاثرُ

غادِرْ بكُلِّكَ،

وابتَكِرْ لَكَ مَنزِلًا حَيًّا ..

هُنا كُلُّ البُيوتِ مَقابِرُ

واحمِلْ جراحَكَ ما استَطعْتَ؛

فإنَّها

لَقَرائِنٌ رُوحِيَّةٌ وذَخائِرُ!

واعذُرْ قصيدتَكَ التي ..

فأَسى القصيدةِ مِن أساكَ،

أَساكَ أنَّكَ شاعِرُ!

——

يا شَاعرًا جدًّا بموطنِكَ / الضَّياعِ

وأنتَ فيهِ مُغَرَّبٌ ومُحاصَرُ

لا تَسأَلِ الأَوطانَ عَن تاريخِها

واسأَلْ بلادَكَ:

كَيفَ ساءَ الحاضِرُ؟!

ضاقَت بِكَ الكَلماتُ

حتَّى لَم يَعُدْ

لَكَ بَينَ أَسطُرِها

مَكانٌ شاغِرُ

وحُرِمتَ مِيراثَ الوُجودِ وَصِيَّةٌ

أَوصى الزمانَ بِها الوُجودُ الجَائِرُ

لا تَرتَقِبْ ضَوءَ الخَلاصِ مُؤَمِّلًا

أَنْ سَوفَ تُنجِبُ مِن عَقيمٍ عاقِرُ!

كُتِبَ الشقاءُ عَلَيكَ فِيهِ ..

ولا عَصًا؛

لِيُشَقَّ بَحرٌ أَو لِيَسجُدَ ساحِرُ!

وهُناكَ

في مَرمَى الحَنينِ نَوافِذٌ

أَقصَى أَمانِيها: صَباحٌ باكِرُ!

تَبكِيكَ نَخلَتُكَ التي فارَقتَها رُغمًا ..

ويَبكِيكَ السَّحابُ المَاطِرُ

والرملُ

والريحُ المُسَبِّحُ خَطوُها

والبَحرُ

مُلهِمُكَ الجَميلُ الآسِرُ

والشمسُ أُنثاكَ التي أَحبَبتَها

وتَبارَكَ الحُبُّ العَفيفُ الطَّاهِرُ

ها أَنتَ والأَيَّامَ تَسعى جَاهِدًا

وتُسائِلُ الأَحزانَ: هَلْ لَكِ آَخِرُ؟!

وتنامُ لَيلَكَ حامِلًا هَمَّ الغَداةِ

وأَلفُ لَيلٍ في جُفونِكَ ساهِرُ

لمْ تُؤتَ مِن سعَةِ الحياةِ

سِوى القَلِيلِ منَ الأَقَلِّ

لأَنَّكَ المُتَكاثِرُ

“كافِحْ لقَمحٍ في الرُّؤَى”

فالرُّؤيَةُ الآنَ: الظلامُ

السُّنبُلاتُ: خَناجِرُ!

والمُستَحيلُ لدَيكَ

لَيسَ بمُستَحيلٍ إنْ عَزَمتَ

وكُلُّ أَمرٍ صائِرُ

إيَّاكَ أَنْ تَرضى بمَوتٍ واحِدٍ،

مِن كُلِّ شَيءٍ فَليَكُنْ لَكَ آَخَرُ!

وإذا تَلَطَّخَتِ الحَياةُ

بِكَثرَةِ الأَشباهِ

فلتَعلَمْ بأَنَّكَ نادِرُ

 

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!