صقرها وحارسها/شعر :عابد القيسي

لك في القُلوبِ اللاهجات مساجدُ
وشواهدٌ بين الضلوع وشاهدُ

ومحاجرٌ تبكي عليك وأدمعٌ
ثكلى وحزنٌ لا تفيه قصائدُ

ماذا لديك ؟ لديك مجدٌ ناصعٌ
يسمو ومن خُلق الرجال محامدُ

وعليك .. ! من ذهب المروءة سورةٌ
وعلى جبينك بالكفاح قلائدُ

في قلبك العربي ربٌ واحدٌ
وطريق مجدك للكرامة واحدُ

ولأجل ما تصبو إليه تكسرت
في قبضتيك صوارمٌ وجلامدُ

فاخترتَ إلا أنْ تموت مُحَدِّثًا
رملَ الفضيلةِ ما يقولُ الساجدُ

لا يعشق الأقدارَ إلا فارسٌ
هو في متون الآدمية راشدُ

ما غابَ عن وجعي حديثُ مُحاربٍ
حَفِظَ السَّلامَ وبالسلام مجاهدُ

أبكيك أم أرثي بمثلك أمةً
يغتالُ حارسَها الأثيمُ الجاحدُ

وكأنَّ هذا الليل يقرأ قصةً
أجنادها أُسُدٌ وأنت القائدُ

فلتسترح خلف النجوم محدقًا
لتقول للأوطان فجرُك عائدُ

وسيكملُ اليمن الجريح مَسَارَهُ
حَتْمًا فسيْفُك في الملاحم خالدُ

يا من حَرَسْتَ الشمسَ ليلةَ وَصْلِها
وعيون بلقيس ـ الغداة ـ تراودُ

وحرسْتَ معبدَها وصرحَ صلاتِها
ولك الجبالُ الشاهقات معابدُ

من جرحك الدامي كتبتَ وثيقةً
تبقى … لأنك في العروبة ماجدُ

ولأنّكَ الطودُ الذي لا ينحني
ذلًا وفي هَوْلِ الأمورِ يُحَايدُ

ما خنتَ عهدًا أنت كنت كتابَهُ
وعليه بالقسَم العظيم تُجالدُ

وحَمَلْتَ قلبًا بالمحبة يفتدي
وطنًا يُعذبه الدجى ويُكابدُ

لم أزدرِ الأيام إن هي أصبحتْ
تنأى بآخر حلمها وتباعدُ

مادام وعدك للبلاد حكايةً
ستعيشُ عزتَها بكيلُ وحاشدُ

هل تذكر النار الكثيفة والمدى
متعثرًا ودخانه يتصاعدُ

لا شيء إلا الموت يفتح شدقه
وعواء وحشٍ بالرصاص يهاودُ

فخرجتَ من طين البطولة شاهرًا
تترقب الفئران ثم تطاردُ

يا صائدَ الفئرانِ من أوكارها
لا يعرف الأوكار إلا صائدُ

عيناك عينا الصقر في عليائه
وعدونا ضبعٌ وذئبٌ حاقدُ

هذا رداؤك بالإباء ملطخٌ
ولواؤك الغالي بمجدك عاقد

مازال كالبلق الأشم مدافعًا
يرمي قطيعًا في الضلال يُجاهدُ

مازال في ريعان مأرب ينتضي
عرشٌ على بستان قبركَ صامدُ

ستظلُ في وهج العظائم ساطعًا
بالنور والجَمْعُ الكرام فراقدُ

ما كنتَ ممن يجمعون مكاسبًا
ولهم على الوطن الذبيح فوائدُ

ويُجوِّعون أرامل الشهداء عن
قصدٍ وهم للذاريات مقاصدُ

لا يستوي جَفْنٌ يساهره الهوى
جبناً وجفنٌ بالشجاعة ساهدُ

إن لم تكن للأرض أيُّ قداسةٍ
ما ذاد عنها في المعارك ذائدُ

إن لم تكن عين القداسة ما حمى
ولدٌ حماه وما تحزَّمَ والدُ

نم أيها العاتي فخلفك عاصفٌ
يأتي لينهض من هجوعك ماردُ

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!