(صوم العاشقين) شعر .د. أحمد جاد

خاص: صحيفة آفاق حرة
___________________

لِلْنَّاسِ صَوْمٌ وَاحِدٌ تَنْجُوْ بِهِ

وَأَنَا بِنأْيِكَ دُوْنَهَمْ صَوْمَانِ

صَوْمٌ عَنِ الْمَأْلُوْفِ يَعْرِفُهُ الْوَرَىْ

وَالْصَّوْمُ عَنْ رُوْحِيْ وَعَنْ وِجْدَانِيْ

شَتَّانَ بَيْنَ الْحَالَتَيْنِ كَمَا تَرَىْ

وَعَلَيْكَ إِثْمُ الْقَاتِلِ الْفَتَّانِ

وَبِغَيْرِ بَحْثٍ أَوْ شُهُوْدٍ أَوْ نِدَىْ

حُكْمُ الْجِنَايَةِ ثَابِتُ الْأَرْكَانِ

فَارْحَمْ فُؤَاداً أُحْرِقَتْ نَبَضَاْتُهُ

أَنَّىْ يَفُوْزُ بِرُؤْيَةٍ وَأَمَانِ ؟

لا يَبْتَغِيْ غَيْرَ اسْتِمَاعِ كُلَيْمَةٍ

أَوْ نَظْرَةٍ تَشْفِيْ مِنَ الْحِرْمَانِ

يَشْتَاقُ فِيْ لَفْحِ الْهَجِيْرِ لِرَشْفَةٍ

مِنْ وَرْدِ ثَغْرِكِ ذَلِكَ الْرَّيَّانِ

وَيُصِيْبُهُ سَهْمُ الْعُيُوْنِ بِنَظْرَةٍ

وَالْصَّبْرُ يَأْبَىْ نُصْرَتِيْ فَأُعَانِيْ

وَيُثِيْرُنِيْ وَرْدُ الْجِنَانِ بِخَدِّهِ

فَكَأَنَّمَا فِى الْنَّارِ قَدْ أَلْقَانِيْ

وَيُحِيْطُنِيْ فِيْ نَظْرَةٍ مَا مِثْلُهَا

فَكَأَنَّمَا نَارَ الْحَمِيْمِ كَسَانِيْ

مِثْلُ الْبِحَارِ تَهُزُّنِيْ أَمْوَاجُهَا

يَمْشِيْ عَلَىْ نَغَمٍ كَغُصْنِ الْبَانِ

وَأَنَا الْغَرِيْقُ بِمَوْجِهِ وَسُكُوْنِهِ

وَبِقُرْبِهِ أَوْ نَأْيِهِ سِيَّانِ

وَكَأَنَّنَا لَمْ نَلْتَقِيْ يَا مُنْيَتِيْ

قَدَراً سِوَىْ لِتَرَقُّبِ الْهُجْرَانِ

أَتَرَاهُ يَصْبِرُ مَنْ يَفِيْضُ بِهِ الْهَوَىْ

حَتَّىْ غَدَا كَالْجَمْرِ فِى الْبُرْكَانِ

يَا وَيْلَهُ مَنْ لَا يَنَالُ مِنَ الْهَوَىْ

وَيَنَالُ مِنْهُ كَصَوْلَةِ الْطُّوْفَانِ

مَنْ لِيْ بِحَسْنَاءَ الْمَلَامِحِ لَا تُرَىْ

إِلَّا سَرَاباً عَابِراً يَلْقَانِيْ

وَأَعُوْدُهُ فِيْ كُلِّ نَوْمٍ سَاعَةً

فَمَتَىْ يَرُدُّ زِيَارَتِيْ فَيَرَانِيْ

وَأَنَالَ مِنْهُ تَحِيَّةً أَوْ نَظْرَةً

بِإِمَاءَةٍ أَوْ هَمْسَةٍ بِلِسَانِ

لِأُطَبِّبَ الْقَلْبَ الْجَرِيْحَ مِنَ الْنَّوَىْ

وَتَفِيْضَ مِنْهَا أَعْيُنِيْ وَدِنَانِيْ

مَنْ ذَا يَصُوْمُ عَنِ الْهَوَىْ أَوْ يَنْتَهِيْ

وَيُرَىْ بِغَيْرِ مَدَامِعٍ وَهَوَانِ ؟!

هَذَا صِيَامُ الْعَاشِقِيْنَ فَمَنْ لَهُ

إِلَّا الْأُلَىْ ثَبَتُوْا عَلَى الْإِيْمَانِ ؟!

عن هشام شمسان

هشام سعيد شمسان أديب وكاتب يمني مهتم بالنقد الثقافي والأدبي ، ويكتب القصة القصيرة والشعر . له عددمن المؤلفات النقدية والسردية والشعرية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!