خاص: صحيفة آفاق حرة
___________________
لِلْنَّاسِ صَوْمٌ وَاحِدٌ تَنْجُوْ بِهِ
وَأَنَا بِنأْيِكَ دُوْنَهَمْ صَوْمَانِ
صَوْمٌ عَنِ الْمَأْلُوْفِ يَعْرِفُهُ الْوَرَىْ
وَالْصَّوْمُ عَنْ رُوْحِيْ وَعَنْ وِجْدَانِيْ
شَتَّانَ بَيْنَ الْحَالَتَيْنِ كَمَا تَرَىْ
وَعَلَيْكَ إِثْمُ الْقَاتِلِ الْفَتَّانِ
وَبِغَيْرِ بَحْثٍ أَوْ شُهُوْدٍ أَوْ نِدَىْ
حُكْمُ الْجِنَايَةِ ثَابِتُ الْأَرْكَانِ
فَارْحَمْ فُؤَاداً أُحْرِقَتْ نَبَضَاْتُهُ
أَنَّىْ يَفُوْزُ بِرُؤْيَةٍ وَأَمَانِ ؟
لا يَبْتَغِيْ غَيْرَ اسْتِمَاعِ كُلَيْمَةٍ
أَوْ نَظْرَةٍ تَشْفِيْ مِنَ الْحِرْمَانِ
يَشْتَاقُ فِيْ لَفْحِ الْهَجِيْرِ لِرَشْفَةٍ
مِنْ وَرْدِ ثَغْرِكِ ذَلِكَ الْرَّيَّانِ
وَيُصِيْبُهُ سَهْمُ الْعُيُوْنِ بِنَظْرَةٍ
وَالْصَّبْرُ يَأْبَىْ نُصْرَتِيْ فَأُعَانِيْ
وَيُثِيْرُنِيْ وَرْدُ الْجِنَانِ بِخَدِّهِ
فَكَأَنَّمَا فِى الْنَّارِ قَدْ أَلْقَانِيْ
وَيُحِيْطُنِيْ فِيْ نَظْرَةٍ مَا مِثْلُهَا
فَكَأَنَّمَا نَارَ الْحَمِيْمِ كَسَانِيْ
مِثْلُ الْبِحَارِ تَهُزُّنِيْ أَمْوَاجُهَا
يَمْشِيْ عَلَىْ نَغَمٍ كَغُصْنِ الْبَانِ
وَأَنَا الْغَرِيْقُ بِمَوْجِهِ وَسُكُوْنِهِ
وَبِقُرْبِهِ أَوْ نَأْيِهِ سِيَّانِ
وَكَأَنَّنَا لَمْ نَلْتَقِيْ يَا مُنْيَتِيْ
قَدَراً سِوَىْ لِتَرَقُّبِ الْهُجْرَانِ
أَتَرَاهُ يَصْبِرُ مَنْ يَفِيْضُ بِهِ الْهَوَىْ
حَتَّىْ غَدَا كَالْجَمْرِ فِى الْبُرْكَانِ
يَا وَيْلَهُ مَنْ لَا يَنَالُ مِنَ الْهَوَىْ
وَيَنَالُ مِنْهُ كَصَوْلَةِ الْطُّوْفَانِ
مَنْ لِيْ بِحَسْنَاءَ الْمَلَامِحِ لَا تُرَىْ
إِلَّا سَرَاباً عَابِراً يَلْقَانِيْ
وَأَعُوْدُهُ فِيْ كُلِّ نَوْمٍ سَاعَةً
فَمَتَىْ يَرُدُّ زِيَارَتِيْ فَيَرَانِيْ
وَأَنَالَ مِنْهُ تَحِيَّةً أَوْ نَظْرَةً
بِإِمَاءَةٍ أَوْ هَمْسَةٍ بِلِسَانِ
لِأُطَبِّبَ الْقَلْبَ الْجَرِيْحَ مِنَ الْنَّوَىْ
وَتَفِيْضَ مِنْهَا أَعْيُنِيْ وَدِنَانِيْ
مَنْ ذَا يَصُوْمُ عَنِ الْهَوَىْ أَوْ يَنْتَهِيْ
وَيُرَىْ بِغَيْرِ مَدَامِعٍ وَهَوَانِ ؟!
هَذَا صِيَامُ الْعَاشِقِيْنَ فَمَنْ لَهُ
إِلَّا الْأُلَىْ ثَبَتُوْا عَلَى الْإِيْمَانِ ؟!