ما قاله هدهد الأجداد يا سبأُ
هل ضل وجهتهُ أم راعهُ النبأُ؟
لما رأى الحزن في عينيكِ متقدًا
ومجدكِ المشرق الوضاح ينطفئُ
أضحى حزينًا يداري اليوم غصتهُ
على جدار الأسى والهم يتكِئُ
ما من كتابٍ إلى بلقيس يحملهُ
ولا سليمانُ هذي الأرض قد يطأُ
كانت لنا دولة عظمى مشيدة
بمجدها تنتهي الدنيا وتبتدئُ
تشرد الناس واستلقُّوا التراب وكم
بلاهم الجوعُ والتخويف والظمأُ
فأصبح العيش بؤساً لا مذاق لهُ
غير المآسي لشعبي أينما وطئوا
أحلامنا سُجرت في البحر وأحترقت
أمالنا في سماء الله تختبئُ
والظلم يغتالُ أرض الجنتين وقد
تشتّتوا ولذاك الظلم ما درأوا
والحب ما الحب
في دنيا الحروب سوى
حـبلٍ رقيقٍ
أمــام النـار يهترئُ
فلا تسل كل ذي عشقٍ بما كسبت
يدُ الغرام فكأس الشوق ممتلئُ
وأنت يا قلب فأترك من جفاك فما
للصّد والبعد والهجران مُتَّكئُ