آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
ارحلوا
لم يبق شيء
لم يبق إلا
“ماء مهين”
وكبوة للأرض فينا
وظل يلعنه الضياء
لم يبق غير المنتهى
ومواسمًا
بالموت حبلى
وما تبقى من عواء
ارحلوا
لم يبق بين التوت غيري
متعبًا
ومكبَّلا
ينساب في كبد العراء
لم يبق غير مدينتي
وغريبتينِ
فقوافل الأقوام ضلت
ومدائن الأموات وقفٌ
محض وقفٍ
كم بات يرهقه الخواء
فارحلوا في التيه دهرًا
أو فموتوا
ربما استسقى شهيدٌ
أو أقام الحدَّ قبرٌ
أو تولَّى الليلَ داءْ
وارجعوا بقميصِ “عكَّا”
وانسجوا للكرْم عَلَما
واسترونا
وانثروا النخلاتِ” صابرا”
أو “شاتيلا”
وانسجوا حقلًا ل”سوريا”
أو اغزلوني” كربلاء”
ارحلوا عن قلبي يومًا
أو بعضَ يومٍ
أو توارَوْا كالنساء
ارحلوا مثنى
ثلاثْ
أو سُبات
شتان بين رحيلٍهم
ورحيلِ من مدَّ الغُثاء
أو جِيئوا بالأوطان صفًا
أو فطيروا فوق خاصِرَةِ الدِّماءْ
ارحلوا لم يبق شيء
غير ما ترك النساءُ
في الْمرايا
للنساءْ
ارحلوا
لم يبق غير آيةِ عصْفِنا
وطيور
خاصرها الرثاء
أو حطوا على الأبواب طيرًا
أو فشِيلوا
كلما انفرَجَت سماء.
ارحلوا
مثنى
ثلاث
أو هباء
فالرحيلُ
للحياةِ
كان مثلُ الماءِ آية
محضُ” طوبى
طُوبى
طُوبى للغرباء”.
