ظلال الدرب/ شعر:مصطفى الحاج حسين (اسطنبول)

تأتيكَ الدُّروبُ الوَالِهَاتُ
تسألُكَ عنِ الخُطا الغائبةِ
وعن لهاثِ الحُلُمِ الجَريحِ
وًيُكًفكِفُ الوقتُ اِنهمارَهُ
فوقَ اللَّظى العَاثِرِ
وأنتَ مازلتَ تقبعُ في دَمعَتِكَ
تَتَهَجَّى الآهاتِ
وَتَستَقرِأَ الغيومَ الشَّارِدَةَ
ماذا تبصرُ في أحراشِ الارتماءِ ؟!
وأنتَ مَنْ هَجَرتَ الشَّهِيقَ
واكتفيتَ بظلالِ الاكتواءِ
عَمَّنْ تبحثُ باحتراقِ الرِّيحِ ؟!
خُذْ دَربَكَ مِنْ يَدِ الرَّحِيلِ
عَجِّلِ بفتحِ النَّوافِذِ
على غربةِ الموتِ فيكَ
وابدأْ بالزَّحفِ على خيوطِ التَّهَدُّجِ
صَارٍعْ ما تبقَّى مِنكَ
مِنْ ظُلمَةٍ خَرسَاءَ
تَستَنِدُ على وَهَجِ خَوفِكَ
سَابِقِْ وَهَنَ النَّدى
المُتَكَلًّسِ في دَمِكَ
جَهزْ جُيُوشَاً مِنكَ تَأتِي
تَقتَلِعُ عواميدَ الاحتضارِ
وَتَكتَسِحُ قَحلَ المرارةِ الرَّاعِفَةِ
هذا حُصَانُكَ يَصهَلُ بالسُّهُوبِ
فامتَطِ الحنينَ المُشرَئِبَّ
نَحوَ المَدَى المُزدَهِرِ بالأماني
ارتقْ بَوحَ الجُوعِ
دَاعِبْ نُهُودَ المَوجَةِ
واهزُزْ بيديكَ جذعَ المخاضِ
كَسِّرْ مُزرَابَ الهواجسِ
وَأَطعِمِ السَّماءَ لُقمَةَ الضَّوءِ
سَيَبدَأُ الشُّرُوقُ مِنْ رَمَادِ اللّيلِ
فَأَعطِ للصَّباحِ جَوَانِحَكَ
وَأَشعِلْ للدَّربِ خُطُوَاتِكَ *.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!