فجأةً.. واستَوى الملحُ والسُّكَّرُ
وارتدَى الرايةَ الثعلبُ الأخضرُ
فجأةً.. صاح صوتٌ بأسماعنا:
إننا الآنَ مِن (صَعدةٍ) أصغرُ
هلْ سنبقى على حالنا سُذَّجًا؟!
يا بِلادي وشَعبي.. مَتى نَكْبرُ؟!
أينَ وَجهُ (السَّعيدَةِ) أو صَوتُها؟
بَعدَ طَمْرِ (الزبيريْ) طَغَى (طَومَرُ)
أرخَصُوا كلَّ شيءٍ له قيمةٌ
ما الذي نَصنعُ الآنَ يا (حِمْيَرُ)؟
والبلاد التي ضيّعت نفسَها
كالبلاد التي باعَها العَسكَرُ
كيفَ يَبقَى بِها مَن بِهِ عِزَّةٌ
كلَّ يومٍ يَرَى وَجْهَ ما يَحذَرُ
كيفَ يَبقَى وقد عاثَ في أرضِها الـ
ـــجاهلُ الغِرُّ، والأحمَقُ الأَزعرُ؟!
كيفَ يَبْقَى وللظُّلمِ فيها يَدٌ
كيفَ يَبْقَى وقد جُهِّلَ المِنْبَرُ؟!
كيفَ يَبقَى بِقَومٍ لِجَلَّادِهِم
قد أَطاعوهُ في كلِّ ما يَأْمُرُ؟!
وارتَضَوا كِسْرَةً من هَوانٍ، وقد
كانَ مِن كَفِّهِم خيرُهُم يُنْثَرُ
أصبحَ الذيلُ رأسًا على رأسِهم
لا يُراعي عهودًا ولا يُبصِرُ
كيفَ يَبقَى بِقَومٍ عَزيزٌ وهُم
ذِلَّةَ النِّفْسِ بالصَّونِ ما حَرَّروا؟!
مَوطِنَ العِزِّ هلْ يَنْجَلي عَنكَ ما
حَلَّ، والشُّؤمُ هلْ عاجلًا يُدبِرُ؟
عُدْ لنا مَوطِنًا كي يَعودَ الذي
كَم تَسَلَّى بأوجاعِهِ المَهجَرُ
عُدْ يَعُدْ شَعبُكَ المَالِئُ الأرضَ في
عَزْمِ قومٍ لكُلِّ الدُّنَى عَمَّروا
مرَّةً قد خسرناك .. عُدْ مرةً
عُد يَعُد بعد أن غابَ سبتمبرُ