في رِفْقةِ شَاعِر/بقلم:طارق السكري (ماليزيا)

 

محظوظةٌ أنا ..
تقولُ
في حَقِيبتي قَصِيدَةٌ لِشَاعِرْ
كَالطَّائِرِ التَّمِّ الّذي في العُمْرِ
مَرَّةً يُطِلُّ
فَتُزهِرُ الميَاهُ ، تُمطِرُ البَيَادِرْ
وَيَنْطوِي مِنْ ثَمَّ في أَسْرَارهِ الغَيْبيَّة
خَلْفَ الضَّبَابِ وَالدُّخَانْ
مُرتَفِعَاً جَنَاحُهُ كَالغَيْمةِ القُدْسِيَّةْ
عَن عَالمِ الإنْسانْ.

محظوظةٌ
تلك التي تعود في المساءْ
تحفُّها قَصيدةٌ لِشاعرْ
تُحِبُّها السَّماءْ
تُلْقِي عَلَيْها الأَمْنَ وَالسَّلام وَالصَّفاءْ

محظوظةٌ أنا …
لَقَد دَعَاني لِلغِناءْ
وَلَفَّني في رَقْصَةٍ غَريبةِ الأطْوَارْ
رأيتُ فيها جَسَدي
تعْوِيذةً تَشْهَقُهَا الأَوْتَارْ
سَمِعتُ حِينَ شَدَّني مِن أُذُني
بِروحهِ الجَبَّارْ
سَمِعتُ قلبي بَاكِيَاً
يَئِنُّ مِن سُويْعةِ انتظارْ
حَاولتُ أنْ أُسْكِتَهُ
لَكنَّهُ
في لحظةٍ كَهَذِهِ
يخذُلُني
يَصِيرُ كَالعَرَائِسِ الصِّغارْ

محظوظةٌ أنا ..
لقد دعاني للعشاءْ
في بيتهِ الّذي على شَوَاطِئِ القَمَرْ
مِن تحتنا ..
كَانتْ تَمرُّ الغَيْمُ وَالبَشَرْ
كُنَّا نَرَى مَدِينةً
كَجُثَّةٍ مَرْمِيَّةٍ عَلى الحَجَرْ
وَحَوْلَهَا شَبِيبةٌ
تَذودُ عن أَسْوَارِهَا الكلابَ وَالغَجَرْ
ثُمَّ امْتَطَيْنا صَهْوَةَ الماءِ المُعَتَّقِ
بِالغَرابةِ وَالرَّحِيلِ
وَاخْترقْنَا سُلْطَةَ القَانونِ
وَالَّليْلِ الذَّليلِ
وَاشْتعلنا ما نشاءْ
وانطفأنا ما نشاءْ
وَاقْترفْنا كلَّ أصنافِ الغباءْ
لحظةً
كنَّا بها في العمْرِ
هذا العمْرِ
أحلى ما نشاءْ
ليلةً يا ربُّ
عادتْ بَيْتها عند المسَاءْ
حَقيبةٌ مُبْتَلَّةٌ بِالعطرِ وَالجَوَاهِرْ
تَنَامُ في أَعْطَافِهَا
قَصِيدةٌ لِشَاعِرْ

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!