قنديلُ الأزلْ / شعر : الشاعر العراقي عادل عيساوي

.
كُلَّما ودَّعتُ ليلي بالقُبَلْ
أشرَقَتْ شمْسٌ وبانتْ في المُقَلْ
ضَحِكَتْ والزهرُ أضحى باسمآ
فرشفتُ الصُبْحَ عِطْرَآ لا يُمَلْ
كنتُ مأخوذآ وكانتْ ريشَتي
تُبْدِعُ الألوانَ من سحرِ الغَزَلْ
شَفَتاها من عناقيدِ اللُّمى
وخدودُ الوردِ أحلى من عَسَلْ
وابتساماتِ الأقاحي ضوَأَتْ
حينَ شفَّ الحبُّ في ليلِ القُبَلْ
فتركْتُ خلْفَ ظهري ما توارى
ورَميتُ كُلَّ ورد ٍقَدْ ذَبَلْ
فتَناهَتْ حينَ فرَّتْ أدمُعي
وتركْتُ الظلَّ يبكي من خَجَلْ
هوَ ذا صمتي أنينٌ جاثِمٌ
وبقايا من زمانٍ قد أَفَلْ
سَرَقَ الرمشُ حروفي خلْسَةً
وفمي المقتولُ لم ينْطُقْ زَلَلْ
كانَ قلبي من بياضٍ في الدُجى
وسراجُ الروحِ قنديلُ الأزَلْ
مرَّتِ الغيماتُ فوقي لم تَسَلْ
عن رِمالِ الروحِ في صيفِ الطَلَلْ
عن كَليمٍ لم يُبارِحْ مُهجَتي
غرَّدَ الأشجان من فوقِ الأثَلْ
عن زوايا في إنتظارٍ مُوحشٍ
وبقايا من حضورٍ قد رَحَلْ
وهوانا فوقَ ظنٍّ قد نأى
وجثى في مُهْجَةٍ دونَ وَجَلٌ
لن يفيقَ الصبحُ في ليلِ الكرى
أو يجفُّ الهمْسُ في ظلِّ الأسلْ
قُلْتُها ليسَ لأني ظاميءٌ
وعيونُ الشمسِ تسقيني الأمَلْ
وشفاهي في المدى ممتدةٌ
صرخَةٌ للنورِ في ليلِ المُقَلْ
بل دعاني مُقْفِرٌ في صوتهِ
وشَريدٌ لم يُخامرْهُ خَطَلْ
جفَّ وقتي في مكاني ذابِلآ
فتمنيتُ هطولآ في طَلَلْ
دورةُ الأيامِ كسلى والخُطى
مثلَ أنّاتِ الكناري في بَلَلْ
وجهتي لونَ المدى في صحْوَةٍ
تتوالى في رِحابٍ من أزلْ
أنتِ يانوارةَ الروحِ تعالَي
واملأي الروحَ نهارآ من أَمَلْ
.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!