لا تحزنوا/بقلم:ابو جهاد ردمان راوع (اليمن)

ألا ترونَ بأني أبذلُ السببا
وأنني لستُ أشكو الهمَّ والتعبا..

وأنني صادقٌ في حبكم أبداً
وأنني لستُ أرضى البعدَ والهربا..

وأنَّ كُلّي ومالي في الحياةِ لكم
وأنني لستُ أُخفي الكنزَ والذهبا..

وأنني كلمّا ضاقت رفعتُ يدي
لأطلبَ الله إذ ما خابَ من طلبا..

وأنني رغمَ ضُرّي أرتجي أملاً
وأنني رغمَ فقري أُحسنُ الأدبا..

وأنكم كُلُّ حُبّي رغمَ قسوتكم
وأنَّ قلبي برغمِ البعدِ ما انسحبا..

وأنني لستُ أرجو غيرَ بهجتكم
وأنكم لا ترونَ الجهدَ والنَّصَبا..

أفنيتُ عمري شقيَّاً في سعادتكم
لكنكم لا ترونَ العمرَ مُنتَهَبَا..

ستدركونَ مدى ما كنتُ أبذلهُ
إذا رحلتُ وذُقتُ الموتَ والعَطَبا..

لا تحزنوا عندَ موتي واتركوا جَزَعَاً
وأكثروا صدقاتٍ تُطفئُ الغضبا..

وادعوا لي الله عَلَّ الله يرحمني
فليسَ يذهبُ جهدُ الصالحينَ هَبَا..

تذكروا أنني ما عشتُ مُختبئاً
وأنني عشتُ رأساً لم أعش ذَنَبَا..

وليسَ لي عملٌ أرجو شفاعتهُ
سوى رضاي بما الرحمنُ قد كَتَبَا..

وصبرُ قلبي على دائي ومُعضلتي
وشكرُ ربي على كٌلِّ الذي وَهَبَا..

طوبى لِكُلِّ غريبٍ عاشَ دُنيتَهُ
والحمدلله أنِّي عشتُ كالغُربا..

لا يعرفُ الناسُ قدرَ الناسِ بينهمُ
ويعرفُ الناسُ قدرَ المرءِ إن ذهبا..