آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
لا تعذليني إذا ما تهت في الأفق
ما عدت أؤمن بالمكتوب في الحدق
البحر عفّر روحي وازدرى وجعي
والحبر جرجر مرساتي إلى غرقي
طيف المعاني تخلّى عن منادمتي
كأن في القلب قاموسا من الأرق
وطيّب الشعر جافاني وودعني
لما استعذت برب الجن في الغسق
لا تعذليني فإني والذي خضعت
له رقاب قوافي الشعر في قلق
مذ واعدتني قوافي الليل تكتبني
جعلت وقت تجلي الصبح منطلقي
متى تجيء التي إن قلت قافية
ألقت على الشعر أطواقا من الألق
عروسة الشعر قبل الغفو موعدها
والشعر يسكن في الأحداق والمؤق
جاءت تعاتبني والنوم يصرعني
والجوف فيه خواء العاشق الرّهق
قد أخلقتني فلا أثواب تعصمني
مما ابتليت به من طارئ النزق
لا تلعني الشعر يكفي الشعر لعنته
لمّا تعاطاه في العربان كل شقي
هذي بلادي قصيدات ممزّقة
تكاد تلمحها في سورة الفلق
هذي بلادي التي بالشعر راودها
عن عفة الشعر كذاب بلا خلق
فررت من موكب الألحاظ مندهشا
لما رأيت سبايا الشعر في الطرق
مستلقيات على الإيقاع من وجع
سن العروض لها الأنياب في الشفق
رأيت كيف استحال الشعر قافية
عرجاء يسكن في ألحانها قلقي
رأيت كل دعي اللفظ أعجمِهِ
قد اعتلى منبر القوّالة الحذق
رأيت مجلس نقد غاب ناقده
وغادرته نصوص النقد من زهق
مذ صار للشعر أوزان بأوردتي
حدُّ الكناية أفضى بي إلى الأرق
جنية الشعر في دوامتي غرق
لا تعتقيني فإني غير منعتق
لا تعذليني إذا ما قلت مقتنعا
ما عدت أؤمن بالفنجان والطبق
لا تكتبيني فإني ضج بي وجعي
على القصيدة لما خانها ورقي
