أَوحَت ليَ الريحُ أنِّي …
فلَم أَعُدْ أَدراجِي!
وأَلبَسَتنِي الصَّحارِي
بَحرًا بلا أَمواجِ
وبَينَ عَذبٍ فُراتٍ
مِنِّي
ومِلحٍ أُجاجِ:
وَجدتُ حِكمَةَ خَلقِي
مِن نُطفَةٍ أَمشاجِ
وقُلتُ للأَرضِ:
سِيري مَعِي
ولَن تَحتاجِي ..
——
أنَا المُصابُ طَويلًا
بِكُلِّ تِلكَ الأَحاجِي
مُفَتِّشًا عَن إِلهٍ
في (جُبَّةِ الحَلَّاجِ)
ومُستَقيلًا تَمامًا
عَن عالَمٍ إِزدِواجِي
وتارِكًا ذِكرَياتِي
تَموتُ في أُدراجِي
ولَم أَجِدْ بَعدُ أُنثَى
مِزاجُها كَمِزاجِي ..
——-
بَنَيتُ كَعبَةَ رُوحِي
وطافَ بِي حُجَّاجِي
مِن كُلِّ فَجٍّ أَتَونِي
فَردَى .. وبِالأَزواجِ
وللسَّماواتِ عَرَّجتُ لَيلَةَ المِعراجِ
وبِي شُعورُ سَجينٍ
في لَحظَةِ الإِفراجِ
على انكِساريَ أُبدِي
سَعادِتي وابتِهاجِي
لا ذَنبَ لي غَيرَ أَنِّي
كَسَرتُ قلبي الزُّجاجِي
أَتقَنتُ في الحُبِّ دَورِي
وخَانَني (مُونْتاجِي)
وأَنكَرَتني سَمائِي
التِي إِلَيها أُناجِي
وفي أَقاصِي الأَقاصِي
ولَيسَ .. إِلَّا الدَّياجِي:
أَجلَستُني فَوقَ نَجمٍ
مِنهُ اقتَبَستُ سِراجِي
وبِتُّ أَقرَأُ حُزنِي
وَحدِي بِلا إِزعاجِ