مدينة الضياء / شعر الشاعر والفنان السوري عماد المقداد

يا قدس يا مدينة الضياء ..

يا من توارى في ترابها رفاتُ الأنبياء ..

يا رحلة الحبيب بين الأرض والسماء ..

ما بالها  حيطانُك .. حزينةَ المدامع .. !!؟

وتبكي في رحابِكَ  حجارةُ الشَّوارع .. ؟!

يا صفوةِ البدائع ..

*

يا قدس .. يا كريمةَ الودائع ..

يا جنَّة لله في الدُّروب   والمرابع..

يا منبرَ الشرائع ..

زيتونتي حزينة .. موجوعةٌ مسكينة .. !!

و تينتي في كمَدِهَا تقاومُ المطامع ..

في صبحِهَا ..

في ليلِهَا .. تصارع ..

*

 

يا قدس يا عزيزةَ الأماكن ..

يا طفلة في أمتي أسميتُها .. أميرةَ المدائن ..

ما لي أراكِ في المدى

أسيرةَ القبابِ و المآذن ..

من يقرعُ الأجراسَ في الكنيسة .. ؟!! ..

وأرضُكِ حبيسة ..

تحتلُّها المصالحُ الرخيصة ..

من يحرسُ الجوامع ..

من سطوةِ المدافع .. ؟

من يوقفُ الدمْعات ..

ويُسكِتُ الأنَّات .. ؟!

*

يا قدس يا سفينة النجاة ..

يا رحلة للقلبِ بين الموتِ والحياة ..

من ينقذ القرآن والإنجيل ..

من هجمة التَّضليل .. ؟!

من ينقذ نابُلسَ وطولَ كرمٍ والخَلِيل .. ؟

 

 

ودَيرَ ياسينَ وبيتَ لحمٍ والجَليل .. ؟!!

من سطوةِ التقتيل .. ؟؟!

يا قدس يا مدينةَ الأحلام ..

يا درَّةَ  الشآم ..

يا من تنادوا باسمِك “مدينةِ السِّلام ” ..

و دارت الأماني ..

وسارت الأغاني ..

تحدثُ النفوسَ عن هواك ..

في الصَّحوِ والمنام ..

يا قدس يا بلادي ..

يا وردة خميلة من ثرى أجدادي ..

يشتاقك أولادي

*

لتُزهِرَ الأحلامُ و الآمال ..

وتفرحَ الأجيالُ ..

 

 

 

ويرقصَ اللَّيمونُ في بهوِ البرتقال ..

ويشعلَ الزيتونُ شموعَ الاِستقلال ..

ويهربَ الأنذال  ..

ويخبوَ احتلال ..

لترجِعَ الطيور .. وتُزهرَ الزهور ..

على ربى الحنين ..

بعودةِ السَّلام ..

ستزهرُ السنين .

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!