ملحَمَةُ الوُجُود/ بقلم:محمد خالد النبالي( الأردن)

تَركْتُ لكُمْ رِحَابَ الكونِ يذهَبُ
عَــقلُـــكُمْ فِــيها ،
وتَــنْـحَـطُّ الرِّيـاحُ هُنـَا كـأحــلامٍ بـِلا
مَـــأوَىْ سِـــوَى فَـــــزَعٍ بِـحِضْنٍ مِنْ
لَــيَــالِــيهَا .
رَسَمْتُ المـوتَ عُــنـْــوانـًا لِـمِـشْوَارٍ
مِنَ السَّنَـواتِ والـتَّـجْــرِيبِ يَعــصِرُني
ويَعصِرُ كُـلَّ أَهْـلِــيهَا .
مَـرَارَتُـنَـا الَّـتي كـانت ومـا زالتْ
هيَ الأحــــوالُ خَـلْـفَ الحـالِ مَــوَّالٌ
مِـنَ الأسرَارْ
كـَصُبْحٍ في جِـدارِ العَـزْمِ يَـفـرحُ بَعضَ
أوقـاتٍ
وعندَ الليلِ جـاءَ الَخطْبُ والإعصَارُ
فَـانـْحَـطَّ الجِـدَارُ سُـدَىً بِلا مَـهَـلٍ هُنَـا
وانْهـَــارْ
تَركْتُ لكُمْ شِعَـابَ الأرضِ كَى
أَحْظَى بِــأيــَّامٍ بِــلا مَـطَـرٍ هيَ الصَّمْتُ
الَّـــذِي أَرجُــــــو بِــوسْطِ نَـهَـــارْ
أنـا مَـنْ عَـاشَ مِـثـلَ الـدَّمْـعِ في عِـينٍ ،
وأَضحَــــكُ فَـــجـــأةً بـــدُمُــوعْ .
أمُــرُّ الشَّارعَ الَخلْـفِيَّ كَى أَمضي
فَــلا أَلْقَى بـهِ بَشَرًا سِوَى شَبَحِي
بِوجــــهِ خُـــضُــوعْ .
وأَسـألُ حَــائـرًا قَــلِــقــًا : أَجئتُ إلى بـلادِ
الناسِ مثلَ الَخـــلْــقِ أمْ أنـِّي سَأَقضِيهَا
بِقلبِ يَسُــوعْ ؟!
أيا اللهُ هَـذا الكونُ مِـنْ عَــدَمٍ ، أَمْ
الَحـظُّ البَغِـيضُ أنــا ؟
أُصَارِعُ غَـدْرَةَ التَّرحَـالِ في سَــأَمٍ وعِندَ
النَّصْرِ لـَــمْ أَظْـــفَـــرْ بِوقتِ هَـنَـا !
أنــــا الأُضْحُــــوكَــــةُ الــــكُـبرَى ، أَضُخُّ
الُحلْمَ في نَــفْسِ الَّذي يرجُـو ، وكَـنْـزِي
مِـنْ أنينِ عَـنَــا !
وجُــودِي للحياةِ اليَـومَ أَذكُـرُهُ ،
ولَـــكِنْ لَستُ أَحْسَبُـهُ سِوَى شيءٍ
منَ القُـربَــانْ
وأَسجُـدُ كُـلَّ إِصْبَـاحٍ أُرِيــدُ المـوتَ
دُونَ عِـرَاكِ أفكاري مَعَ
الأَحـزانْ
أنـا والكَونُ في صَخَـبٍ كَما قــد جـاءَ
عِـنــدَ الـبَــدْءِ يـا دُنــْـيـا لَــكِ الإنسانْ
أُحَـاولُ أنْ أُمَـــرِّرَهَـا بِغيــرِ صَدَىً
يُعكِّــرُهَـا ،
أَوَدُّ الدَّهــرَ يـَجـــعَلُني كَمـا
النَّائِـمْ
سَئمْتُ العَيْشَ في سَـفَــرٍ فَـإنْ
أَغمَضتُ عِندَ الُحلْمِ أُبـْصِرُني
كَما الُجـنْــدِيِّ فَـوقَ ثـُغُــورِهِ فَـزِعــًا
ولـمْ يَـطْـرِفْ
فَـإنْ نَـادَاهُ ذَاكَ الـنَّـوْمُ لـمْ يُبصِـــرْ
سِـــوى شَبَحٍ هُنـــا قَـائـمْ
تـُـــبَــدِّدُني لَيالي الكَـرْبِ ، ذاكَ الَهـمُّ
يَعبَثُ بي ؛
ولَـــكِــنِّي طُـــوالَ الـعُــمْــرِ إِذْ ولَّى
يَـــرَى خَطْـوِي هُنـا قَـــوْمٌ فَما أُبـــْدِي
لَـهُمْ ألَـمـًا ولَـكِنِّي بـِوجـهٍ دائمـًا
بـَــاسِـمْ
سـَــأُغْـلِـــقُ بــــَابَ أيـَّامِـي وأُبـعِــدُ نَظْـــرَتي
دَوْمـًا عَـنْ الأَوهَـامْ
خَــبِــرْتُ الــنَّــاسَ أَعـوَامـًا كَألـــفٍ
مِنْ سِنَى عُــمُــــرِي ؛
فــلَمْ أَرجِــعْ بِغــيرِ الُخــــسْرِ
والإِيـــــلامْ
أنــــا والـكــونُ في ذَاكَ الصِّراعِ لنَـا ،
مَـجَــالٌ مِـــنْ مَــعَـــارِكِـنـَـــا ،
ومَــا أَبــغـِي سِـــوى يــومٍ أُعَـانِــقُ
لَحــظَــتِــي وأَنـــَامْ
أيــَا رَبــِّي أنــا وحــــدِي أُغَـادِرُ لَستُ
في وَجَــعٍ ،
كَـرِهْتُ الظُّـــلْـمَ والَجـــلاَّدَ والطُّـــغَـيـانَ
والــقَـامِـعْ
حُـرُوبُ الأرضِ ذَاكِــــرَةٌ على
كَــــتِـفِــي ،
وأَعـــــلَــمُ ذَلِــكَ الـمَــــدْفُـــــوعَ
والـدَّافِــعْ .
أنـــا والــسَّطْــــرُ مَــلْـحَمَــتَـــانِ مِـنْ ألَــمٍ ،
ومِـــنْ سَـــأَمٍ ،
ومِــنْ خـُــــطُـــواتِ ذَاكَ
الـدَّرْبِ بـالـوَاقِـــعْ

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!