نصف الجواب/ شعر : الشاعر الأردني الدكتور محمود الشلبي

بقيت على ذمة الوقت،
أرنو إلى صورة في السماء
وأتبع أخرى.
فكم كنت طفلا يراقب ثوب السماء الغمامي
وقت الشتاء، وكم كنت أتبع ظلي،
إذا الليل عسعس والقلب حن إلى مثله،
واستجار بحفنة ذكرى.
أخوض الزمان كما البحر:
كل له موجه والشواطئ تلهو بثرثرة المد،
تخفي كلاما تناوشه الرمل من جبهة الريح،
هل أتبع الأثر المقتفي أثرا ؟
ثم اسمع صوت الحقيقة جهرا.
إذا عقني الناس حدقت في أرخبيل الخسارات…
أغدو وحيدا كسيف تنصل من غمده،
ثم أرنو إلى مشهد عاطفي،
تلونه النفس بالأمنيات ،
وأذكر ماغاب عني،وأنساه ؛
حتى اجددطيفا تلاشى…
أرى في من لم يخني،
فظلت أردد في رحلة العمر سيرة أمي،
وقد أهلتها البساطة كي تستميل الحياة
بأمية قد تعلم صبرا.
تذكرت أن الطفوالة ومضة حلم،
ورفة جفن، نسيت ملامحها في تراب الأزقة
أو في غرام البنات الجميلات،
والآن أمشي معي في سرابي،
واحسبه في قفار المتاهات بحرا.
أحس بوخز الحياة ،وأصغي إلى وجعي،
هل يماثلني في الختام سؤال؟
فأصغي إلي ،
وأكتب نصف الجواب
إذا ما تخذت المعاناة
في آخر العمر مهرا.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!