يمضي رجوعا / بقلم : مندوب العبيدي

تقدّمَ راجعا فانسلَّ عذرا

وأضمرَ بانكفاءِ الخطوِ أمرا

 

وقدّتهُ المسافاتُ اشتعالا

فأجمرَ لا يني في العذرِ صبرا

 

وفيما حوله يُغري حياةً

وكم حلوٍ تعتّقَ صار مُرّا

 

أجل يمضي بما اقترفت يداهُ

من الحسنى ولا ينحازُ شبرا

 

ويدري انه من ألف نجمٍ

تشكّلَ باجتياز الأفقِ بدرا

 

ويا صبرا يطولُ على التجنّي

فهل يدري له في الصبر سرّا

 

وسرُّ العالمين لديه حصرا

مكافأةً له باعوهُ حصرا

 

إلامَ الحزنُ يرسمه فيجري

به لون السواد عليه نهرا

بعيني طفلةٍ ووجيبِ شيخٍ

وأمٍّ أدمنت موتا وقهرا

 

وكم من روحها سألت عليه

تُفتّتُ من زكي الدم صخرا

 

ومن وجعٍ تُرتّقُ نزَّ جرحٍ

لتشهقَ باختمار الحزنِ ذعرا

 

به أفنيتَ عمرَكَ لا تبالي

فما أهداكَ بعد الصبر عمرا

 

مضيتَ بأقصرِ الآمال حلما

ولا يثنيك عُقم الحُلم مسرى

 

ولستَ مجافيا أملا شرودا

فأنتَ بموسم الآمال أدرى

 

كأني إذ أراك وانت تحبو

تُصارعُ موتَنا دفعا وضُرّا

 

على قيد الحياةِ وُلدتَ موتا

وبعض الموت يستهويك دهرا

 

ولا تسأل بأي الموت نحيا

فكلُّ حياتنا تُستلُّ غدرا