يَهْذي ارتجالا / شعر/ محمد عيَّاد المَلُّوحِي

.

عَشِقتُ الحُبَّ مُذ عَشِقَ الجَمالا

وَعِشْتُ العُمرَ فيمَ غدا زوالا

وَذُقتُ الوَصلَ مِنْ وَلَهٍ لَدَيْهِ

نُهورُ مَشاعِرٍ يَبْغي الوِصَالا

وَذابَ هَواهُ في خَلَجَاتِ قلبي

وَفاضَ الشّوقُ مِنْ سِحرٍ وَمَالا

فَيا مَنْ قد أَراهُ مِدادَ عُمري

وروحيَ دونهُ تبدو خَيالا

وتمضي.. ويمضي حُلم ُوَجدٍ

وتبقى غُربةٌ تُردي المُحَالا

ولستُ أَرى بُعَيْدَ البُعدِ روحاً

كَمِثلِ أَريج مَنْ يهوى الدَّلالا

فلا الأَهواءُ قد مَلأَتْ فَراغِي

ولا الأَرياحُ.. ترتاحُ امتِثَالا

وَدُمتَ وجودِيَ الباقي غيَاباً

فَأَنتَ الحُبُّ في حُبٍّ جَمالا

كَفاكَ تمَادِياً عِندَ افتِراقٍ

وَخَطْفِ عَواطِفٍ هَدَّتْ جِبَالا

تبَاريحاً أَرَحْتَ لدى اقتِرابٍ

وَفُزتَ بِعَطفِيَ الغادي تِلالا

نَسيمُ الرُّوحِ.. يُضنيهِ ابتِعادٌ

وراحُ الحُبِّ في مُهَجٍ زُلالا

جَعَلتَ الآهَ روضاً مِنْ روضابٍ

تَفَتَّحَ في الحَنى وسَقى الرِّمالا

بِأَيِّ شَريعَةٍ أَهمَلتَ صَبّاً

يَهِيجُ بِقُبلةِ الأَشواقِ سالا

أَيَدري وَالدِّماءُ تزيدُ وَهْجاً

ويَعلمُ سرٍّ من يرضى احتِلالا

فَكَم رُمتَ الدِّيارَ خِلالَ فَجرٍ

وَطَلّاتُ النَّدى قَطَعَتْ حِبَالا

هَواءً في الحَياةِ تكونُ روحيَ

وَلمْ يُبقِ النَّوى لِلْودِّ بالا

أَصَبتَ مِنَ الغوى ما ترتضيه

وسِحرُ الرُّوحِ قد مَلكَ الكمالا

مِنَ العَبَثِ المُعَنّى رفضُ وَصْلٍ

يتوقُ لوصل من يهوى الوبالا

يَفيدُ بأَنَّ مالِكَةَ المَعاني

غَدتْ في العُمرِ وَهماً واسْْتحالا

سرتْ في رحلةٍ والرِّيحُ فيها

عَواصِفَ تُنبئُ السَّاري مَقالا

سَترحَلُ في الوجودِ بلا ظِلالٍ

ويَصْلى البالُ مِنْ سَفَرٍ جِدالا

وَتأوي الذِّكْرياتُ إِلى اغْتِرابٍ

وأَدراجُ المُنى تَجني انفصالا
وَأَطَّلالُ الجوى تُخفي اشتياقاً

وما عادَ الجَوابُ لهُ سؤَالا

إِلى أَينَ المَسيرُ.. تسيرُ دُنيا

بِغَيرِ الحُبِّ قد كُنَّ الهُزالا

عُهودٌ قد فَصَلْتَ بِغَيرَ وِدٍّ

وأصْبَحْنا لدى الرَّحلِ اعتِلالا

وَوَعدٌ كانَ أَنْ نَفنى فِداءً

ولا نَحْيا إِذا هجرَ المَجالا

حنانٌ قد خَبا بعدَ احتراقٍ

وخابَ الظَّنُّ في ظنّي احتِمالا

أَنَا المُشتاقُ رغمَ سراحِ ظِلٍّ

يَلومُ البُعدَ والقُربُ اسْتمالا

بِنفسِيَ مَنْ يُريدُ فَناءَ ذاتي

بَقاءُ الرُّوحِ دونَ غدي ارتحالا

هِيَ اللحظاتُ قد سَرقتْ عيوني

وصار الحزنُ في زمني اكْتِمالا

مآسيَ قد تُثيرُ لظى الرَّحايا

تهيبُ بِعالمٍ يهذي ارتجالا

حياةٌ.. والحياةُ بلا وجودٍ

سرابٌ نَبْتَغيهِ لَوِ اسْتَطالا

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!