إعتذار عاشق / بقلم: خالد النهيدي ( اليمن )

تشبث ببقايا أمل كاذب ، لعل وعسى ، امتطى صهوة أحزانه ، وبُكل ماتبقى من قواه المُنهارة ، تثاقل على خطواته المُتعبة ، كان يتكئ على الحائط ، و بيده الأخرى على أحزانه المشتعلة في داخله استلقى على سريره ، وهو في قمة اشتياقه ، صال وجال بنظراته الدامعة الملهوفة إلى رؤية ما تبقى من ذكرياتها ، يتخيلها أمام المرآة وهي تسرح شعرها ، و مرة أخرى و هي تغير ملابسها ، بابتسامة هادئة ، تمهيداً للتقاء زوجي حميم ، و مرة يحتضن عباءتها المُطرزة بفصوص الكريستال وهو يشتم ما تبقى من رائحتها ، كانت تسكن أنفاسه، كانت روحه بكل ما تعنيه الكلمة ، كان يهمس بصمت ، كل الأماكن مشتاقة لك ، قال لي يوماً قبل ان أعرفها كنت أعيش في جاهلية ، معها عرفتُ معنى الحياة ، إنه الخل الوفي كما يسمونه أصدقائه وجميع محُبيه ، وبعد اجتهاد مليئ بالشجن والحنين ونفسيات لامست القاع كمداً وحسرةً و لهفةً و اشتياق ، اقتحمت عليه خلوته غاضبة مُزمجرة وعلى مسمع الجيران وكأنها أرادت أن تسمع العالم بأسره وبصوت كاد أن يهز النوافذ ، أريد رجلاً أشعر معه بانوثتي ، لم اتزوج لأعيش حرمان عاطفي أكبر مما كنُت أعانيه قبل الارتباط بك ، أنا امرأة أتفهمني أنا أمرأة .. ، قال لها متودداً وبصوت خافت و أنا رجل ، صرخت بصوت كاد أن يأخذ قلبه ، اذاً أثبت لي فحولتك التي نسيت معها أنوثتي ، صرخ متوسلاً أرجوكي يا ناهد يسمعونا الجيران ..
زادت من صراخها المحموم ، بصوت الأنثى المحرومة من حقها الزوجي ، أنا لست قطعة أثاث تُزين بها المكان أو برستيجاً تتباهى به أمام الناس ، عندما تكتب في خانة الحالة الإجتماعية بأنك متزوج ، صرخت بأعلى صوتها أنا أنثى اتفهم ما معنى انثى ، لي حق في رجولتك ، و أخذت ما تبقى من ذكرياتها وركضت مهرولة بأقصى سرعتها إلى الخارج كلبوة ، تبحث عن ليثها المفقود ؛ أخذ يصرخ بهستيريا ناهد .. ناهد . نا ااا ه ه ..
جلس منفرداً مع نفسه يُراجع حساباته ، أيُعقل … لا مستحيل هل حساباتي النسائية على صفحات الفيس بوك لها دور في هذه المشكلة ، تذكر حسابه الذي يحمل عنوان أميرة زماني و أيضاً حُبك غير و أيضاً حنيني إليك ، و المشتاقة لن تنساك ، تذكر متعته الفائقة و هو يستدرج الرجال و يتلذذ بدور الأنثى لا مش معقول تلك كانت فقط للتسلية فأنا زير نساء لهذا الزمان وكل زمان ولكن أنا على يقين بأن ناهد تعرف بتلك الحسابات النسائية قام ونهض وهيئ ما تبقى من شخصيته المرموقة بين أوساط المجتمع تذكر ناهد في ليلة قمرها في وسط الزفة بين المعازيم ، تذكر الزغاريد و ابتسامتها اللتي كانت تسحر الألباب ، انتحر وقتها على أطراف فستانها الأبيض معتذراً للفحولة عن القيام بالمُهمة .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!