موهبتي منذ طفولتي كانت السبب في انهاء فترة التدريب قبل تعيني الرسمي في الصحيفة ، نت مجدا مجتهدا ، كل الشخصيا كانت تحت أمري وأمر قلمي ، أحركها كيقما أشاء ألاعبها متى أريد .
الجميع حولي يمتظر دوره ، ظهوره العلني كان محكوما بقلمي ، كنت مجبورا على انهاء العمل الموكول لي قبل أ يحل المساء ، كلما انتهيت من رسمة هلقوها حولي وأتوا بأخرى ، اصبحت الجدران مليئة بكاريكاتيرات قلمي .
في صبيحة ذلك اليوم جاء أمر نقلي من مكاني إلى قسم لا أعرف عنه شيئا ولا يعرفني ، أحيك الملابس ، وأصلحها يدويا ، كان اللون هو ذات اللون في كل مرة ، أحيكه ثم يأتوني بمقاس جديد وأصلح كيانه .
لم استطع الاستفسار او الرفض ، كنت مكسورا ، كنت بحاجة ماسة للبقاء على قيد الحياة ، سحبت الأقلام مني ، أبقوا لي قلما أبيضا فقط لرسم حدود القميص 1و اللون الأزرق ؟.
اصبحت ماهر في الحياكة ، أخيط وأصلح ، على المقاس المناسب ، الجميع حولي ينتظر دوره كان التاريخ يعيد نفسه لكنه بلون ودور جديد ، كلما انتهيت من قميص أوكلوا لي قميصا أخر ، تفننت في دقة المقاسات والحياكة ، تغير لون القلم الأبيض الى الأزرق .
اعادوا لي أوراقي البيضاء وأقلامي ، الجميع ينتظر دوره حولي ، رسمت بدقة ، حافظت على المقاسات صحيحة ، ملئت جدران زنزانتي برسوماتهم الجديدة ، أطلق سراحي ، تسلمت قلمي ، عدت لمهنتي ، بعدما أتقنوا فن الإبداع في دقة مقاس لباسهم على صفحات الصحيفة