الصياد الأحمق / بقلم : أنور الخالد

نسيم عليل ينبعث من الغابة ذات صباح مشرق ولطيف في عطلة نهاية الأسبوع.  جماعة من الشباب تربطهم زمالة بالعمل قرروا الصيد في غابة. سمعوا أنها مأوى للأرانب والغزلان.

كان دليلهم سالم، شاب  مشهور بالصيد، يعيش حياته ساخرا متهكما لطيف المعشر حلو الحديث على علم بالصيد وطرق الجبال والأودية،  استأنس به رفاقه،  واطمأنت نفوسهم له.  كان يروي لهم أحداث رحلات الصيد السابقة ومخاطرها ونوادرها العجيبة  وهم يسيرون الهوينى بين الأشجار .

كانت قد أصدرت الحكومة مجموعة قوانين تمنع المواطنين من الصيد إلا في أوقات محددة من السنة وبعد الحصول على موافقات مسبقة  وأن تكون أسلحتهم مرخصة وتتطابق مع المواصفات والقوانين التي تحكم هذه الهواية.

لذلك غالبًا ما يتم ملاحقة الصيادين غير المرخصين وزجهم في السجن.

وبعد أن ارتفعت شمس الظهيرة ذلك اليوم جلس الرفاق تحت ظل شجرة يحتسون الشاي والقهوة ويسترخون  فوق الأعشاب النضرة.

ينظرون من بين أوراق الأشجار إلى السماء يتجاذبون أطراف الحديث.

شاهد سالم رجال الأمن يقربون،  فثبت بندقيته على كتفه وتقدم نحوهم وفر هاربا من أمامهم.

عند رؤيته يهرب أخذ رجال الأمن يطاردونه يحاولوا إلقاء القبض عليه.

يركض سالم بسرعة كبيرة،  و يلتفت خلفه كل لحظة  ليرى أنهم ما انفكوا يتبعوه و أنه في مسافة آمنة منهم.

حتى أيقن أنه ابتعد عن رفاقه فهوى وسقط على الأرض من الإعياء والتعب  واستلقى على العشب.

تقدم رجال الأمن وأمسكوا به وقالوا له وهم يلهثون:   أتعبتنا أيها اللعين،  دعنا نرى رخصة صيدك وبندقيتك.

ابتسم  سالم  وأخرج  من محفظته،    تصريح صيده ورخصة سلاحه وسلمها إليهم.

فحص رجال الأمن التراخيص بعناية،  ثم قالوا له بذهول:  أيها الأحمق ،  لماذا تركض إن كنت تحمل أوراق نظامية؟

ضحك سالم من قلبه وهو يقول: أنا لدي أوراق نظامية ،  ولكن أصدقائي ليس معهم رخص ولا أعتقد أنكم تستطيعون اللحاق بهم.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!