بطاقة / بقلم: عبدالقادرمحمد الغريبل( المغرب )

في ذلك اليوم النحس دخلنا طابورا بعد طابور لقاعة الطعام التي زينت موائدها بأشهى طعام وألذ فاكهة تضوعت أبخرته الزكية ورائحته النفاذة في إثارة مكامن الشهية لدينا وإغرائنا نحن الذين لم نتذوق تلك الأطباق من قبل،بل أدمنت بطوننا أكلات كالعدس والفاصولياء و…… و*البكلاو الذي لا أستسيغ مذاقه المريع كالتقيؤ
ولجت المكان ضمن الوافدين على هذه المأدبة الباذخة بمعية أخي الذي تعودنا أن يظفر أحدنا وليس كلينا لوجبة غداء بئيسة، بمعاودة تلك الخطة المألوفة في تمرير تلك *البطاقة اليتيمة التي بحوزتنا معا من يده إلى يدي أو نستبدل الأدوار بيننا عبر كوة التهوئة بقاعة الطعام في غفلة عن أعين الطباخين أو واش من قسم آخر، وغالبا ما كانت تحبط محاولتنا ونقع في حالة التلبس من طرف الطهاة الملاعين الذين يقررون معاقبتنا حسب أهوائهم:
طرد تعسفي..قرص الخدين .. ضرب على القفا ناهيك على الحرمان من الأكل والعودة للبيت جوعى، وقبيل دخول اللجنة لمعاينة المرفق كجل المرافق الأخرى رفقة مديرها ،امتدت الأيدي للطعام كانقضاض ذئاب جائعة لفريسة،ضاربين عرض الحائط تعليمات المدير بمراعاة أدب تناول الأكل دون نهش ولا ولغ أو نتف،وأن نستخدم ملعقةو شوكة وسكينا بدل أيادينا مما أثار غضب وحنق المسؤول التربوي واندهاش وسخرية بعض أعضاء التفتيش،وما إن غادر الوفد باب المدرسة حتى بدأت معاقبة عش الدبابير كله دون استثناء لإثارته الفوضى وعدم التزامه بأدب اللباقة تناوب أعوان المؤسسة كلها في التنفيذ تحت مراقبة كبيرهم، غير مبالين بصراخنا ونحيبنا مما خلف استياء وامتعاض أوليائنا جراء تورم أقدامنا بالضرب المبرح الذي بدد لذة الطعام الدسم الذي تذوقناه وتلاشت حلاوة الفاكهة التي أكلناها ولسان حالنا *(تبن مع راحة خير من شعير وفضيحة).

*بطاقة المطعم تمنح للتلاميذ قصد حصولهم على وجبات غذائية بالمؤسسة التربوية
* سمك مجفف
*حكاية حمار مع صاحبه.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!